ولعلّ التعبير بالأهل كناية عن أهله لكون الغالب في حال الإنسان أن يأكل مع أهله وقد أطلق أكثر الموجبين الأكل ولو قليلا ، والتصدّق على القانع والمعترّ ولو قليلا ، ويمكن المصير إلى قولهم ، إلّا أنّ الاحتياط فيما قلناه.
(ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ) كلمة ثمّ يفيد التراخي والترتيب ، أي بعد ما تقدّم من الذبح والأكل والإطعام ، ليزيلوا قشف الإحرام من تقليم ظفر وأخذ شارب وإزالة وسخ ونتف إبط ونحو ذلك وهو التحلّل الأوّل عندنا.
ويؤيّده ما رواه ربعيّ في الصحيح (١) عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر عليهالسلام في قول الله عزوجل (ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ) قال قصّ الشارب والأظفار ، ونحوها صحيحة البزنطي (٢) عن الرضا عليهالسلام قال التّفث تقليم الأظفار وطرح الوسخ وطرح الإحرام وصحيحة عبد الله بن سنان (٣) قال أتيت أبا عبد الله عليهالسلام فقلت : جعلت فداك ما معنى
__________________
(١) الفقيه ج ٢ ص ٢٩٠ الرقم ١٤٣٣ وهو في الوافي ص ١٧٩ في الجزء الثامن وفي الوسائل الباب ١ من أبواب الحلق والتقصير الحديث ٣ ص ٣٦٥ ج ٢ ط الأميري.
(٢) الفقيه ج ٢ ص ٢٩٠ وانظر أيضا الكافي ج ١ ص ٣٠٣ باب الحلق والتقصير الحديث ١٢ مع صدر لم يذكره المصنف هنا الا الصدوق في الفقيه وهو في المرآة ج ٣ ص ٣٤٤ وحكى حديث الصدوق في المنتقى ج ٢ ص ٦٢٨ وهو في الوافي الجزء الثامن ص ١٧٩ وفي الوسائل ص ٣٦٥ ج ٢ ط الأميري.
(٣) الفقيه ج ٢ ص ٢٩٠ الرقم ١٤٣٧ والكافي ج ١ ص ٣١٥ باب اتباع الحج بالزيارة الحديث ٤ وهو في المرآة ج ٣ ص ٣٥٥ وفي المنتقى ج ٢ ص ٦٢٨ وقد حكم المصنف هنا بصحة الحديث وكذلك في المنتقى صحح طريق الفقيه.
وأما طريق الكليني فقال المجلسي قدسسره ضعيف على المشهور وذلك لكون سهل في طريقه وقد بينا ص ٣٥٢ من المجلد الأول أن الحديث من طريق سهل معتمد عليه وان لم نسمه في الاصطلاح بالصحيح.
وعلى أى فحيث ان في ذيل الحديث ما يدل على جلالة مقام ذريح المحاربي ننقل ـ