وفي الكشّاف : لمّا حثّ الله على تعظيم حرماته وحمد من تعظّمها أتبعه الأمر باجتناب الأوثان وقول الزور ، لأنّ توحيد الله ونفي الشركاء عنه وصدق القول أعظم الحرمات.
وجمع الشرك وقول الزور في قران واحد لأنّ الشرك من باب الزور لأنّ المشرك زاعم أنّ الوثن تحقّ له العبادة ، فكأنّه قال : فاجتنبوا عبادة الأوثان الّتي هي رأس الزور كلّه ، لا تقربوا شيئا منه لتماديه في القبح والسماجة.
(حُنَفاءَ لِلَّهِ) مستقيمين مخلصين له (غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ) وهما حالان والثاني كالبيان والتأكيد للأوّل (وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَكَأَنَّما خَرَّ مِنَ السَّماءِ) لأنّه سقط من أوج الإيمان
__________________
ـ على أن يتابعه ويشايعه على قتال على عليهالسلام فبعث إليه أيمن :
ولست مقاتلا رجلا يصلى |
|
على سلطان آخر من قريش |
له سلطانه وعلى اثمى |
|
معاذ الله من سفه وطيش |
أأقتل مسلما من غير جرم |
|
فليس بنافعى ما عشت عيشي |
ثم أيمن بفتح الهمزة وسكون الياء آخره نون ضموا ميمه فرقا بين اسم الرجل وبين اسم الموضع قال في القاموس أيمن كاذرع اسم وكأحمد موضع ، وفي رسالة توضيح الاشتباه للساروى ص ٧١ الرقم ٢٦٥ ضبط أيمن بضم الميم وفي تهذيب الأسماء واللغات للنووي ج ٢ ص ٣٥٧ عند ترجمة أم أيمن ضبط أيمن بفتح الهمزة والميم.
ثم انه أخرج الحديث أيضا في الدر المنثور عن أحمد وعبد بن حميد وأبى داود وابن ماجه وابن جرير وابن المنذر وابن ابى حاتم والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن خريم بن فاتك وهو أبو أيمن هذا شهد الحديبية ولم يصح أنه شهد بدرا.
ترى ترجمته في الإصابة ج ١ ص ٤٢٣ الرقم ٢٢٤٦ والاستيعاب ذيل الإصابة ج ١ ص ٤٢٦ وأسد الغابة ج ٢ ص ١١٢ والتاريخ الكبير للبخاري القسم الأول من الجزء الأول ص ٢٠٥ الرقم ٧٥٧ والجرح والتعديل القسم الثاني من المجلد الأول ص ٤٠٠ بالرقم ١٨٣٧ والتقريب ط دار الكتاب العربي ج ١ ص ٢٢٣ الرقم ١١٦ والطبقات لابن سعد ج ٦ ص ٣٨ ط بيروت والإكمال لابن مأكولا ج ٣ ص ١٣٢. ـ