من الأنبياء السالفة والأمم الماضية ، ويؤيّده قراءة (١) من قرأ «الناس» بالكسر أي الناسي يعني آدم عليهالسلام من قوله (فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً) (٢) يعني أنّ الوقوف بالمشعر الحرام والإفاضة منه إلى منى شرع قديم ، فلا تغيّروه.
وقيل : المراد الإفاضة من عرفات وعلى هذا أكثر المفسّرين ، ورواه معاوية بن عمّار
__________________
(١) القراءة نقلها في الكشاف ج ١ ص ٢٤٧ ط دار الكتاب العربي والبيضاوي ص ٤٣ ط العثمانية ونثر المرجان ج ١ ص ٢٨٣ وكنز العرفان ج ١ ص ٣٠٧ وعزاها في الخازن ج ١ ص ١٢٩ الى سعيد بن جبير وفي تفسير النيشابوري ج ١ ص ٢١٥ ط إيران وتفسير الإمام الرازي ج ٥ ص ١٩٩ عن الزهري أن الناس في هذه الآية آدم واحتج بقراءة سعيد بن جبير من حيث أفاض الناس بكسر السين اكتفاء من الياء بالكسرة.
وفي تفسير الناس في الآية حديث رواه في روضة الكافي ص ٢٤٤ ط الآخوندى بالرقم ٣٣٩ وهو في المرآة ج ٤ ص ٣٥٦ يناسب لنا نقله ، ونقله في قلائد الدرر أيضا ج ٢ ص ٦٥ وهو : ابن محبوب عن عبد الله بن غالب عن أبيه عن سعيد بن المسيب قال سمعت على بن الحسين يقول ان رجلا جاء الى أمير المؤمنين فقال أخبرني ان كنت عالما عن الناس وأشباه الناس وعن النسناس ، فقال أمير المؤمنين يا حسين أجب الرجل.
فقال الحسين عليهالسلام أما قولك أخبرني عن الناس فنحن الناس ولذلك قال الله تعالى ذكره في كتابه (ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ) فرسول الله (ص) الذي أفاض بالناس ، وأما قولك أشباه الناس فهم شيعتنا وهم موالينا وهم منا ولذلك قال إبراهيم عليهالسلام (فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي) وأما قولك النسناس فهم السواد الأعظم وأشار بيده الى جماعة الناس ، ثم قال (إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً) انتهى الحديث ورواه في نور الثقلين ج ١ ص ١٦٤ الرقم ٧١٤ والبرهان ج ١ ص ٢٠١ وروى الإمام الرازي في تفسير سورة النصر ج ٣٢ ص ١٥٦ أنه سئل الحسن بن على عليهالسلام من الناس؟ فقال نحن الناس وأشياعنا أشباه الناس وأعداؤنا النسناس ، فقبل على عليهالسلام بين عينيه ، وروى مثله أيضا النيسابوري في تفسير سورة النصر.
(٢) طه : ١١٥.