الرمي قبل الزّوال وبعده إلّا أنّه جوّز النفر الأوّل قبل طلوع الفجر ، فإذا طلع الفجر لزم التأخير إلى تمام الأيّام الثلاثة.
وظاهر الآية حجّة عليه ، لظهور أنّ التعجيل في اليومين إنّما يكون بعد الدّخول في الثاني مع أنّه يستلزم ترك الرّمي في اليوم الثاني ، إلّا أنّه (١) يجوّزه في اللّيل كما في صورة الخوف والعذر.
وإنّما اعتبرنا كونه قبل الغروب لأنّه لو غربت عليه الشمس لم يجز له النفر حينئذ ووجب عليه أن يبيت اللّيلة الثالثة ويرمي يومها كما دلّت عليه الأخبار المعتبرة الاسناد المتظافرة في ذلك وهو مقيّدة لظاهر الآية أيضا ، والأولى أن يؤخّر النفر إلى اليوم الثالث ، ليفوز بعبادة كاملة في منى تمام الأيّام ، ولا مانع من أن يقع التخيير بين الفاضل والأفضل كما قاله في الكشاف (٢) يقول : إن أعلنت الصدقة فحسن وإن أسررت فحسن أيضا مع أنّ الإسرار أحسن وأفضل (٣).
(وَاتَّقُوا اللهَ) بالاجتناب عن معاصيه ، والتباعد عنها فيما يستقبل من الزّمان
__________________
(١) في نسخة سن : وفيه أنه.
(٢) الكشاف ج ١ ص ٢٥٠ ط دار الكتاب العربي.
(٣) وفي حاشية لملا سراب على زبدة البيان أتحفنا الأستاد مدرسى چهاردهى مد ظله : الترتيب المناسب لظاهر قانون العطف تقديم الاسرار هيهنا وتقديم الأفضل في النفر ، الا أن يؤيد خلاف القانون المشهور أمر آخر وهو هيهنا الترتيب الوجودي لكن يمكن رعاية ترتيب الوجود مع مخالفتها لظاهر قانون العطف ان كان الدليل الخارج داعيا عليها ولا يمكن الاستدلال هيهنا بمحض الترتيب لاحتمال موافقة الترتيب الوجودي لظاهر القانون.
وكان الداعي على هذا التنزيل بعض الروايات ولا يبعد الاستدلال على أفضلية النفر الأخير بما رواه الشيخ في الصحيح عن جميل بن دراج عن أبى عبد الله عليهالسلام قال لا بأس بأن ينفر الرجل في النفر الأول ثم يقيم بمكة ، لأن الظاهر من سلب البأس عن الأول مع ظهور القائل به هو رجحان الثاني انتهى.
قلت قد مر حديث جميل منا قبيل ذلك في ص ٢٣٠.