(وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ) ترك مفعوله ليتناول كلّ محتمل (١) [وقرئ بالفتح من (٢) الورود] (بِإِلْحادٍ) عدول عن القصد (بِظُلْمٍ) بغير حقّ ، وهما حالان مترادفان عن فاعل «يرد» أي من يرد فيه مرادا مّا حال كونه عادلا عن القصد ظالما ، يعنى أنّ الواجب على من كان فيه أن يضبط نفسه ويسلك طريق السّداد والعدل في جميع ما يهمّ به ويقصده ، ولا يتجاوز به إلى الظّلم (٣).
والباء فيه للملابسة أى حالكونه ملابسا بإلحاد وملابسا بظلم أيضا فإنّ العدول عن القصد يحتمل أن يكون بوجه مشروع معقول غير عدوان في بادئ الرأي وبحسب أصل المعنى فقيّد بالظلم ليترتّب عليه «نذقه». ويحتمل كون الحال الثّانية بدلا عن الاولى والمعنى ما ذكرناه (٤).
وقال الطبرسي (٥) الباء في بإلحاد زائدة تقديره ومن يرد فيه إلحادا ، وفي بظلم
__________________
(١) ما بين العلامتين من مختصات سن.
(٢) وفي الكشاف ج ٣ ص ١٥١ عند تفسير الآية : وعن الحسن ومن يرد الحادة بظلم أراد إلحادا فيه فإضافة على الاتساع في الظرف كمكر الليل ، ومعناه من يرد أن يلحد فيه ظالما انتهى.
(٣) وفي سن بعد ذلك «فمتى عدل عن القصد كان ظالما ويحتمل كون الحال» إلخ.
(٤) زاد في قض وعش هنا : ويحتمل كونها للسببية اى إلحادا بسبب الظلم.
(٥) انظر المجمع ج ٤ ص ٧٩ وهو مختار أبى عبيدة معمر بن المثنى في مجاز القرآن قال في ج ٢ ص ٤٨ : ومن يرد فيه بإلحاد مجازه «ومن يرد إلحادا» وهو الزيغ والجور والعدول من الحق وفي آية أخرى (مِنْ طُورِ سَيْناءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ) مجازه «تنبت الدهن» والعرب قد تفعل ذلك قال الشاعر :
بواد يمان تنبت الشث صدره |
|
وأسفله بالمرخ والشبهان |
المعنى وأسفله ينبت المرخ قال حؤبة تنقض بالضلوع : أى تنقض الضلوع ، والحؤبة الدلو العظيم يقال انه لحؤب البطن أى عظيمة ، وقال الأعشى :
ضمنت برزق عيالنا ارماحنا |
|
ملء المراجل والصريح الاجردا |
أى ضمنت رزق عيالنا أرماحنا والباء من حروف الزوائد انتهى. ـ