أربابه وولاته ، فنزلت [وفي تفسير (١) عليّ بن إبراهيم قال : نزلت في قريش حين صدّوا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عن مكّة (٢)].
على أنّ الظاهر من المسجد الحرام هو نفسه ، وكون المراد به الحرم غير معلوم وكونه أريد به في الآية الأخرى بيت خديجة أو شعب أبي طالب ، معارض بما روي عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم قال بينا أنا في المسجد الحرام في الحجر عند البيت بين النائم واليقظان إذ أتاني جبرئيل بالبراق (٣) فاندفع (٤) الاستدلال من هذه الجهة أيضا.
ولو قيل : إنّ ظاهر قوله (سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ) يعطى كونه الحرم لا المسجد لاجيب بالمنع ، إذ يجوز أن يكون المراد بالعاكف المجاور للمسجد المتمكن في كلّ وقت من التعبّد فيه ، والبادي ما قابله ، وبالجملة الاستدلال بالآية على ذلك بعيد [والأخبار غير واضحة الإسناد (٥) ، فلا تقوم في إثبات حكم مخالف للأصل] (٦) فتأمّل.
__________________
(١) تفسيره المطبوع ص ٢٧٤ ونقله عنه في البرهان ج ٣ ص ٨٣.
(٢) ما بين العلامتين من زيادات سن وعش وهامش قض.
(٣) ترى الحديث قريبا من هذا المضمون في البحار نقلا عن كشف اليقين وأخرج حديث كون الاسراء عن الحجر في الدر المنثور ج ٤ ص ١٥٧ عن ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر عن الحسن بن الحسين عن النبي (ص).
(٤) وفي بعض النسخ كما في سن وعش وهامش قض هكذا : [والحق ان ما ذكر بالنسبة إلى ظاهر الآية صحيح أما بعد ملاحظة الأخبار الصحيحة الدالة على كون المراد استواءهم في سكناها بحيث لا يكون أحدهما أحق بالمنزل من الأخر فلا ، ومن ثم ذهب بعض الأصحاب الى ذلك والمانع مستظهر من الجانبين فتأمل.
(٥) كما في نهج البلاغة من كتاب على عليهالسلام الى قثم بن عباس وهو عامله على مكة الكتاب ٦٧ وهو في ص ٣٠ ج ١٨ من شرح ابن أبى الحديد الطبعة الأخيرة وفي آخر الكتاب : ومر أهل مكة إلا يأخذوا من ساكن أجرا فإن الله سبحانه يقول (سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ) فالعاكف المقيم به ، والبادي الذي يحج اليه من غير أهله.
(٦) ما بين العلامتين لا يوجد في قض وانما يوجد في چا.