من الأموال والظّهر ما يمكنهم الخروج به في سبيل الله (قُلْتَ لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ) حال من كاف (أَتَوْكَ) بإضمار قد ، أي إذا ما أتوك قائلا لا أجد ما أحملكم عليه (تَوَلَّوْا) جواب «إذا» وجوّز أن يكون الحال واقعا بين الشّرط والجزاء كالاعتراض ويحتمل أن يكون بدلا من (أَتَوْكَ) لا حالا فتأمّل.
(وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ) من ، للبيان وهي مع المجرور في محلّ النصب على التمييز ، من (تَفِيضُ) بمعنى تسيل ، والمعنى تفيض دمعها ، وهو أبلغ لدلالته على أنّ العين صارت دمعا فيّاضا.
(حَزَناً) نصب على العلّة أو المصدر للفعل الّذي دلّ عليه ما قبله ، ويجوز على الحال (أَلَّا يَجِدُوا) أي لئلّا أو على أن لا يجدوا ، متعلّق بحزنا أو تفيض. (ما يُنْفِقُونَ) في خروجهم إلى الغزو.
وقيل إنّ الآية نزلت في البكّائين (١) وهم سبعة نفر من الأنصار ، وقيل نزلت في سبعة نفر من قبائل شتّى أتوا النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فقالوا احملنا على الخفاف المرفوعة ، والنعال المخصوفة ، وقيل كانوا من مزينة ، وقيل كانوا سبعة من فقراء الأنصار ، فلمّا بكوا حمل عثمان منهم رجلين ، والعبّاس رجلين ، ويامين ثلاثة وفي الآية دلالة على أنّه يجب في الجهاد زيادة على النفقة في السّفر وجود الراحلة لحاجته إليها سواء كانت المسافة قصيرة أو طويلة ، فانّ الاحتياج قد يتحقّق مع كلّ منهما ، واعتبر الشيخ في وجود الرّاحلة مسافة التقصير وهو بعيد.
(إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ) في التخلف (وَهُمْ أَغْنِياءُ) واجدون للاهبة والمراد أنهم يستأذنونك في المقام مع غناهم وتمكّنهم من الجهاد (رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوالِفِ) جمع خالفة وهم النّساء والصبيان ، ومن لا حراك بهم ، وقد يقال الخالفة للّذي لا خير فيه.
__________________
(١) انظر المجمع ج ٣ ص ٦٠ وتفسير على بن إبراهيم ص ١٥٩ و ١٦٠ والبرهان ج ٢ ص ١٥٠ ونور الثقلين ج ٢ ص ٢٥١ وص ٢٥٢ والدر المنثور ج ٣ ص ٢٦٧ و ٢٦٨ والطبري ج ١٠ ص ٢١٢ وص ٢١٣.