صلىاللهعليهوآله : سرعة المشي تذهب بهاء المؤمن (١).
(وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ) وانقص منه وأقصر من قولك فلان يغضّ من فلان إذا قصر ووضع عنه (إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ) أوحشها من قولك شيء نكر إذا أنكرته النفوس واستوحشت منه ونفرت عنه ، (لَصَوْتُ الْحَمِيرِ) والحمار مثل في الذّم البليغ ، وكذلك نهاقه ولقد استفحشت العرب ذكره مجرّدا وكنّوا عنه رغبة عن التصريح به فقالوا الطويل الأذنين كما كنّوا عن الأشياء المستقذرة ، وتشبيه الصوت المرتفع بصوته ثمّ إخلاء الكلام عن التّشبيه وإخراجه مخرج الاستعارة بأن جعلوهم حميرا وصوتهم نهاقا مبالغة شديدة في الذّم والتّهجين وإفراط في التثبيط عن رفع الصّوت والترغيب عنه ، وتنبيه على أنّه من كراهة الله بمكان ، وتوحيد الصّوت لانّ المراد الجنس في النكير دون الآحاد ، أي أنكر أصوات أجناس الحيوان صوت هذا الجنس أو أنّه مصدر في الأصل فترك جمعه.
وفي مجمع البيان : أمر لقمان ابنه بالاقتصاد في المشي والنطق وعن زيد بن عليّ (٢) عليهالسلام أنّه قال أراد صوت الحمير من النّاس وهم الجهّال شبّههم بالحمير كما شبّههم بالانعام في قوله (أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ) (٣) وعن أبى عبد الله عليهالسلام هي العطسة المرتفعة القبيحة والرّجل يرفع صوته بالحديث رفعا قبيحا إلّا أن يكون داعيا أو يقرأ القرآن (٤).
__________________
(١) انظر الرقم ٤٦٨٩ و ٤٦٩٠ من الجامع الصغير ج ٤ ص ١٠٤ فيض القدير ولفظ الثاني بهاء الوجه مكان بهاء المؤمن وروى الحديث في الخصال عن أبى الحسن عليهالسلام ص ٨ ورواه عن الخصال في نور الثقلين ج ٤ ص ٢٠٨ بالرقم ٧٣.
(٢) المجمع ج ٤ ص ٣٢٠.
(٣) الأعراف : ١٧٩.
(٤) المجمع ج ٤ ص ٣٢٠ وروى مثله في أصول الكافي بلفظ العطسة القبيحة وهو في باب العطاس والتسميت الحديث ١١ ، وهو في المرآة ج ٢ ص ٥٣٠ وفي نور الثقلين ج ٤ ص ٢٠٨ بالرقم ٧٥ وفي الوافي الجزء الثالث ١١٥ والوسائل الباب ٦٠ من أبواب العشرة الحديث ٣ ج ٢ ص ٢١٣ ط الأميري.