أحدكم إلّا وهو محسن الظنّ بالله» (١) ومنه ما يحرم كالظنّ في الالهيّات والنبوّات والأمانات ، وحيث يخالفه قاطع ، وظنّ السّوء بالله وبالمؤمنين. وما يباح كالظنّ في أمر المعاش.
__________________
ـ كان من غير واسطة الملك غالبا ، لان المنظور فيه المعنى دون اللفظ ، وفي التنزيل اللفظ والمعنى منظوران ، فعلم من هذا مرتبة بقية الأحاديث.
قلت ويشبه أن يكون حق التحقيق أن القرآن كلام يوحيه الله تعالى إلى النبي ص معنا ولفظا فيتلقاه النبي (ص) من روح القدس مرتبا ، ويسمعه من العالم العلوي منظما ، والحديث القدسي كلام يوحى الى النبي (ص) معناه فيجري الله على لسانه في العبارة عنه ألفاظا مخصوصة في ترتيب مخصوص ليس للنبي (ص) أن يبدلها ألفاظا غيرها أو ترتيبا غيره ، والحديث النبوي كلام معناه مما يوحى الى النبي (ص) فيعبر عنه حيث يشاء كيف يشاء انتهى ما أردنا نقله من الرواشح السماوية.
ونقل المدني في الاتحافات السنية ص ١٩٠ عن الفاروقي عن فوائد الأمير حميد الدين في الفرق بين القرآن والحديث القدسي وجوها ستة :
الوجه الأول : أن القرآن معجز ، والحديث القدسي لا يلزم أن يكون معجزا والثاني أن الصلاة لا تكون الا بالقرآن بخلاف الحديث القدسي ، والثالث أن جاحد القرآن يكفر بخلاف جاحده ، والرابع أن القرآن لا بد فيه من كون جبرئيل عليهالسلام واسطة بين النبي (ص) وبين الله تعالى بخلاف الحديث القدسي ، والخامس أن القرآن يجب أن يكون لفظا من الله تعالى والحديث القدسي يجوز لفظا من النبي (ص) والسادس أن القرآن لا يمس إلا بالطهارة والحديث القدسي يجوز مسه انتهى.
لكنك عرفت من بيان المحقق الداماد ان الحديث القدسي أيضا من لفظ الله وانه موحى إلى النبي (ص) بألفاظه.
(١) الجامع الصغير بالرقم ٩٩٨٧ ج ٦ ص ٤٥٥ فيض القدير عن أحمد ومسلم في آخر صحيحه وأبى داود في الجنائز وابن ماجة في الزهد كلهم عن جابر قلت وهو في صحيح مسلم بشرح النووي ج ١١ ص ٢٠٩ وأبى داود ج ٣ ص ٢٥٧ الرقم ٣١٣ وابن ماجه ص ١٣٩٥ بالرقم ٤١٦٥.