فيه فقد غبته ، وإن لم يكن فقد بهتّه.
وقد تظافرت الاخبار (١) في تحريم الغيبة وعن الصّادق عليهالسلام (٢) قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله الغيبة أسرع في دين الرّجل المسلم من الأكلة في جوفه ، وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : من اغتاب امرءا مسلما بطل صومه ونقض وضوؤه وجاء يوم القيمة تفوح من فيه رائحة أنتن من الجيفة يتأذّى بها أهل الموقف ، وإن مات قبل أن يتوب مات مستحلّا لما حرّمه الله (٣) ونحوها من الاخبار.
وكما يحرم الغيبة يحرم الاستماع إليها قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : السّامع للغيبة أحد المغتابين (٤) ولعلّ في قوله (بَعْضُكُمْ) إشارة إلى جواز غيبة الكافر ، والمراد خصّوا أنفسكم أيّها المؤمنون بالانتهاء عن غيبة بعضكم ولا عليكم أن تغتابوا غيركم ممّن لا يدين بدينكم ولا يسير بسيرتكم.
وربما خصّ من عموم النهي الفاسق ، فانّ غيبته مباحة ففي الحديث (٥) اذكروا
__________________
(١) انظر الوسائل ج ٢ من ص ٢٣٧ الى ص ٢٣٩ ط الأميري ومستدرك الوسائل ج ٢ من ص ١٠٥ الى ص ١٠٧.
(٢) أصول الكافي باب الغيبة والبهت الحديث ١ وهو في المرآة ج ٢ ص ٣٤١ وشرح ملا صالح ج ١٠ ص ٥ والوافي الجزء الثالث ص ١٦٣ والوسائل الباب ١٥٢ من أبواب أحكام العشرة الحديث ٧ ج ٢ ص ٢٣٧ ط الأميري.
(٣) رواه الصدوق في الفقيه في مناهي الرسول (ص) ج ٤ ص ٨ ورواه في الوسائل الباب ١٥٢ من أبواب أحكام العشرة الحديث ١٣ ج ٢ ص ٢٣٧ ط الأميري.
(٤) رواه عن النبي في تفسير أبى الفتوح ج ١٠ ص ٢٥٨ ونقله عنه في المستدرك ج ٢ ص ١٠٨.
(٥) أخرجه في الجامع الصغير بالرقم ١٠٩ ج ١ ص ١١٥ فيض القدير واللفظ أترعون عن ذكر الفاجر متى يعرفه الناس اذكروا الفاجر بما فيه يحذره الناس ، وأخرجه الخطيب أيضا في ج ٣ ص ١٨٨ ترجمة محمد بن القاسم المؤدب الرقم ١٢٢٩ واللفظ فيه حتى يعرفه الناس مكان يحذره الناس وأخرجه النيسابوري مرسلا بلفظ اذكروا الفاسق بما فيه كي يحذره الناس.