بعد تخصيص ، ويجوز أن يريد بالثمرات المنافع الّتي كانت تحصل له فيها ، وإن لم يكن من جنس الثمرة.
(وَأَصابَهُ الْكِبَرُ) أي كبر السنّ فإنّ الفقر والفاقة في ذلك الوقت أصعب ، والواو للحال ، ويجوز العطف على معنى أيودّ أحدكم لو كانت له جنّة فأصابه الكبر (وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفاءُ) صغار لا قدرة لهم على التكسّب (فَأَصابَها إِعْصارٌ) ريح عاصفة تنعكس من الأرض إلى السماء مستديرة كعمود (فِيهِ نارٌ فَاحْتَرَقَتْ) تلك الجنّة وهو عطف على أصابها ، والمعنى تمثيل من يفعل الأفعال الحسنة ويضمّ إليها ما يحبطها كالرئاء والإيذاء والمنّ في الحسرة والندامة والأسف يوم القيامة ، مع اشتداد حاجته إليها وكونها محبطة لا أثر لها ، بحال من هذا شأنه ، فهو يديم الحسرة والندامة عند ذلك ، ويطيل الفكرة كهذا الشيخ.
ولا يخفى أنّ هذا التمثيل في المقصود أبلغ الأمثال ، فإنّ الإنسان إذا كان له جنّة في غاية الكمال ، وكان هو في غاية الاحتياج إلى المال ، وذلك أو ان الكبر مع وجود الأولاد والأطفال فإذا أصبح وشاهد تلك الجنّة محترقة بالصاعقة فكم يكون في قلبه من الحسرة وفي عينيه من الحيرة؟ فهذا الإنفاق نظير الجنّة المذكورة ، وزمان الاحتياج يوم القيامة.
قال البيضاويّ : وأشبه بهم من جال بسيرة في عالم الملكوت ، وترقّى بفكره إلى عالم الجبروت ، ثمّ نكص على عقبيه إلى عالم الزور ، والتفت إلى ما سوى الحقّ وجعل سعيه هباء منثورا فالحذر الحذر من مثله وإيّاك أن يعتريك الشيطان بخيله ورجله.
(كَذلِكَ) مثل هذا البيان الّذي بيّن في أمر الصدقة أو هي وغيرها (يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الْآياتِ) الدلالات الواضحات الّتي تحتاجون إليها في دينكم (لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ) تنظرون وتفهمون فتعتبرون بها.
السابعة : (وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشاتٍ وَالنَّخْلَ وَ