الكاشح» وقولهم عليهمالسلام «لا صدقة وذو رحم محتاج» (١) ويجوز أن يراد بها قرابة النبيّ لقوله تعالى (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) (٢) وهو المرويّ عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهماالسلام (٣) ، ورجّح بعضهم الأوّل بكون المراد بيان مصارف الزكاة في الظاهر وحينئذ فيقيّد إطلاقهم بالمحتاج منهم كما فعله البيضاويّ وصاحب الكشّاف (٤) وغيرهما من المفسّرين وكذا يقيّد بغير واجب النفقة منهم.
«واليتامى» جمع يتيم ، وهو من لا أب له ، أخذا من اليتم وهو الانفراد (٥) ، ومنه
__________________
ـ أو كأنه يوليك كشحه ويعرض عنك بوجهه وفي المقاييس ج ٥ ص ١٨٤ : وقال قوم بل الكاشح الذي يتباعد عنك من قولك كشح القوم عن الماء إذا تفرقوا.
وانما فضلت الصدقة على الكاشح لمكان مخالفة الهوى
(١) انظر الفقيه ج ٢ ص ٣٨ الرقم ١٦٦ ومستدرك الوسائل ج ١ ص ٥٣٦ عن المفيد في الاختصاص وهو في الاختصاص ص ٢١٩ والبحار ج ٢٠ ص ٣٩.
(٢) الشورى : ٢٣.
(٣) في بعض النسخ : وهو المروي عن الصادقين ، انظر المجمع ج ١ ص ٢٣٦.
(٤) انظر الكشاف ج ١ ص ٢٥٢ والبيضاوي ص ٣٦.
(٥) قال في المقاييس ج ٦ ص ١٥٤ الياء والتاء والميم يقال اليتيم في الناس من قبل الأب وفي سائر الحيوان من قبل الام ويقال لكل منفرد يتيم حتى قالوا بيت من الشعر يتيم وفي اللسان ج ١٢ ص ٦٤٥ ط بيروت عن ابن خالويه ينبغي ان يكون اليتم في الطير من قبل الأب والام لأنهما كليهما يرزقان فراخهما وفيه عن ابن بري ان اليتيم الذي يموت أبوه والعجى الذي تموت امه واللطيم الذي يموت أبواه قال الشريف الرضى قدسسره في حقائق التأويل ص ٣٠٤ : وكان المفضل الضبي يخالف في أصل اليتم فيقول هو الانفراد وكل منفرد يتيم قال ويقال للرملة المنفردة من الرمال يتيمة ويقال للبيت المنفرد من الشعر يتيم ويقال الدرة اليتيمة يراد بذلك المنفردة عن إشكالها ونظائرها لجلالة قدرها انتهى ما في حقائق التأويل أقول ونقله في اللسان عن يعقوب وفيه عن المفضل ان أصل اليتم الغفلة وبه سمى اليتيم يتيما لانه يتغافل عن بره ثم اليتم بضم الياء وفتحها على ما في اللسان.