الكبير بين أسلوب الشيخ رضي الله عنه في تفسيره «إيجاز البيان» وفي التفسير الذي قمت بجمعه من كلامه وبين هذا التفسير المزور والمنسوب إليه ، كما يقف القارئ على الفرق بين المعاني الجميلة والإشارات اللطيفة في كلام الشيخ وبين الكلام في تفسير الكاشاني الذي لا يكاد يفهم منه شيء ، لأنه ينحو إلى الفكر والاتجاه الباطني الذي يرمي القارئ في متاهات الحيرة فلا يعرف الخروج منها.
ومن أجل ذلك ولمحاولة الوقوف على فهم الشيخ الأكبر رضي الله عنه للقرآن الكريم ، قمت بالعمل أكثر من خمس وعشرين سنة في جمع وتصنيف وترتيب ما كتبه الشيخ الأكبر في كتبه التي بين أيدينا ، مما يصلح أن يكون تفسيرا لبعض آيات القرآن سواء من الناحية الظاهرة على نسق التفاسير الأخرى من الأحكام الشرعية والمعاني العربية ، أو ما يصلح أن يكون تفسيرا صوفيا لبعض آيات القرآن وهو ما يسمى بالاعتبار والإشارة ، في التوحيد والسلوك وسميته «رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن» تمشيا مع عقيدة الشيخ الأكبر في شمول الرحمة وعدم سرمدة العذاب وقد أثبت بعض المعاني الجميلة مع قلتها من بعض الكتب التي لا نقطع بصحة نسبتها إلى الشيخ مثل كتاب «رد الآيات المتشابهات إلى الآيات المحكمات» وكتاب «تلقيح الأذهان» وكتاب «فصوص الحكم» فإنها معان لا تتعارض مع ما جمع من كتب ثابتة للشيخ ، وقد قمت بإثبات الموجود من تفسير «إيجاز البيان» على هامش هذا التفسير تأكيدا لاتفاق المعاني وتوضيحا لأسلوب الشيخ ومنهاجه العلمي ، كما سيجد القارئ كثيرا من المعاني التي انفرد بها الشيخ رضي الله عنه في تفسير القرآن وهي من السهل الممتنع التي تطرب لها الأرواح ويرتاح إليها كل ذي رحمة تدعو إلى رفع الجناح ، وقد أفردت في نهاية كل مجلد فهرسا لمراجع جمع تفسير الآيات ، مشيرا إلى مصادر جمعها المتعددة ليسهل على المحقق الرجوع إليها والله أسأل أن ينفعني والمسلمين بهذا العلم الشريف.
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل
دمشق ٦ صفر ١٤٠٩ ه |
محمود محمود الغراب |
١٧ أيلول ١٩٨٨ م. |
ص. ب ٣٣٣ |