يفعلها وقتا دون وقت ، أو يفعلها على وجه ناقص.
[٢٤] (وَالَّذِينَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ) (٢٤) من زكاة وصدقة (لِلسَّائِلِ) الذي يتعرض للسؤال ، (وَالْمَحْرُومِ) وهو : المسكين الذي لا يسأل الناس فيعطوه ، ولا يفطن له فيتصدق عليه.
[٢٦] (وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ) (٢٦) ، أي : يؤمنون بما أخبر به الله ، وأخبرت به الرسل ، من الجزاء والبعث ، ويتيقنون ذلك ، فيستعدون للآخرة ، ويسعون لها سعيها. والتصديق بيوم الدين ، يلزم منه التصديق بالرسل ، وبما جاءوا به من الكتب.
[٢٧] (وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ) (٢٧) ، أي : خائفون وجلون ، فيتركون لذلك كلّ ما يقربهم من عذاب الله.
[٢٨] (إِنَّ عَذابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ) (٢٨) ، أي : هو العذاب الذي يخشى ويحذر.
[٢٩] (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ) (٢٩) فلا يطأون بها وطئا محرما ، من زنا ، أو لواط ، أو وطء في دبر ، أو حيض ، ونحو ذلك. ويحفظونها أيضا من النظر إليها ومسها ، ممن لا يجوز له ذلك ، ويتركون أيضا وسائل المحرمات الداعية لفعل الفاحشة.
[٣٠] (إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ) ، أي : سرياتهم (فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ) في وطئهن ، في المحل الذي هو محل الحرث.
[٣١] (فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ) ، أي : غير الزوجة ، وملك اليمين ، (فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ) ، أي : المتجاوزون ما أحل الله إلى ما حرم الله. ودلت هذه الآية على تحريم نكاح المتعة ، لكونها غير زوجة مقصودة ، ولا ملك يمين.
[٣٢] (وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ) (٣٢) ، أي : مراعون لها ، حافظون مجتهدون على أدائها ، والوفاء بها. وهذا شامل لجميع الأمانات الّتي بين العبد وبين ربه ، كالتكاليف السرية الّتي لا يطلع عليها إلّا الله ، والأمانات الّتي بين العبد وبين الخلق ، في الأموال والأسرار. وكذلك العهد ، شامل للعهد الذي عاهد عليه الله ، والعهد الذي عاهد الخلق عليه ، فإن العهد يسأل عنه العبد ، هل قام به ووفاه ، أم رفضه وخانه ، فلم يقم به؟
[٣٣] (وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهاداتِهِمْ قائِمُونَ) (٣٣) ، أي : لا يشهدون إلّا بما يعلمونه ، من غير زيادة ولا نقص ، ولا كتمان ، ولا يحابي فيها قريبا ولا صديقا ونحوه ، ويكون القصد بإقامتها ، وجه الله. قال تعالى : (وَأَقِيمُوا الشَّهادَةَ لِلَّهِ) ، (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَداءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ).
[٣٤] (وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ) (٣٤) بالمداومة عليها على أكمل الوجوه.
[٣٥] (أُولئِكَ) ، أي : الموصوفون بتلك الصفات (فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ) ، أي : قد أوصل الله لهم من الكرامة والنعيم المقيم ، ما تشتهيه الأنفس ، وتلذ الأعين ، وهم فيها خالدون. وحاصل هذا ، أن الله وصف أهل السعادة والخير بهذه الأوصاف الكاملة ، والأخلاق المرضية الفاضلة ، من العبادات البدنية ، كالصلاة ، والمداومة عليها ، والأعمال القلبية كخشية الله الداعية لكل خير ، والعبادات المالية ، والعقائد النافعة ، والأخلاق الفاضلة ، ومعاملة الله ، ومعاملة خلقه ، أحسن معاملة : من إنصافهم ، وحفظ حقوقهم وأماناتهم ، والعفة التامة بحفظ الفروج ، عما يكرهه الله تعالى.
[٣٦] يقول تعالى ، مبينا اغترار الكافرين : (فَما لِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ) (٣٦) ، أي : مسرعين.
[٣٧] (عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ عِزِينَ) (٣٧) أي : قطعا متفرقة وجماعات متنوعة ، كل منهم بما لديه فرح.
[٣٨] (أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ