تيسير الكريم الرّحمن في تفسير كلام المنّان

قائمة الکتاب

البحث

البحث في تيسير الكريم الرّحمن في تفسير كلام المنّان

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

تيسير الكريم الرّحمن في تفسير كلام المنّان

[٤٢] (وَفَواكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ) (٤٢) ، أي : من خيار الفواكه وأطيبها ، ويقال لهم : (كُلُوا وَاشْرَبُوا) من المآكل الشهية ، والأشربة اللذيذة ، (هَنِيئاً) ، أي : من غير منغص ولا مكدر. ولا يتم هناؤه ، حتى يسلم الطعام والشراب ، من كل آفة ونقص ، وحتى يجزموا أنه غير منقطع ، ولا زائل. (بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) فأعمالكم ، هي السبب الموصل لكم إلى جنات النعيم المقيم. وهكذا كلّ من أحسن في عبادة الله ، وأحسن إلى عباد الله ، ولهذا قال : [٤٤ ـ ٤٥] (إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (٤٤) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) (٤٥) ، ولو لم يكن من هذا الويل ، إلا فوات هذا النعيم ، لكفى به حزنا وحرمانا.

[٤٦] هذا تهديد ووعيد للمكذبين ، أنهم وإن أكلوا في الدنيا ، وشربوا وتمتعوا باللذات ، وغفلوا عن القربات ، فإنهم مجرمون ، يستحقون ما يستحقه المجرمون ، فتنقطع عنهم اللذات ، وتبقى عليهم التبعات.

[٤٨] ومن إجرامهم أنهم إذا أمروا بالصلاة ، الّتي هي أشرف العبادات ، و (قِيلَ لَهُمُ : ارْكَعُوا) امتنعوا من ذلك. فأي إجرام فوق هذا؟ وأي تكذيب يزيد على هذا؟

[٤٩] (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) (٤٩) ، ومن الويل عليهم أنهم تنسد عنهم أبواب التوفيق ، ويحرمون كلّ خير ، فإنهم إذا كذبوا هذا القرآن ، الذي هو أعلى مراتب الصدق واليقين على الإطلاق.

[٥٠] (فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ) (٥٠) ، أبالباطل ، الذي هو كاسمه ، لا يقوم عليه شبهة فضلا عن الدليل؟ أم بكلام مشرك كذاب ، أفاك مبين؟ فليس بعد النور المبين ، إلا دياجي الظلمات ، ولا بعد التصديق ، الذي قامت عليه الأدلة والبراهين القاطعة ، إلا الإفك الصراح ، والكذب المبين الذي لا يليق إلا بمن يناسبه. فتبّا لهم ، ما أعماهم وويحا لهم ما أخسرهم وأشقاهم نسأل الله العفو والعافية ، إنه جواد كريم. تم تفسير سورة المرسلات ـ ولله الحمد.

تفسير سورة النبأ

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)

[١ ـ ٣] أي : عن أي شيء يتساءل المكذبون بآيات الله؟ ثمّ بيّن ما يتساءلون عنه فقال : (عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (٢) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ) (٣) ، أي : عن الخبر العظيم ، الذي طال فيه نزاعهم وانتشر فيه خلافهم على وجه التكذيب والاستبعاد ، وهو النبأ الذي لا يقبل الشك ، ولا يدخله الريب ، ولكن المكذبين بلقاء ربهم لا يؤمنون ، ولو جاءتهم كل آية ، حتى يروا العذاب الأليم.

[٤ ـ ٥] ولهذا قال : (كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (٤) ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ) (٥) ، أي : سيعلمون إذا نزل بهم العذاب ، ما كانوا به يكذبون ، حين يدعّون إلى نار جهنم دعّا. ويقال لهم : (هذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ) (١٤).