تيسير الكريم الرّحمن في تفسير كلام المنّان

قائمة الکتاب

البحث

البحث في تيسير الكريم الرّحمن في تفسير كلام المنّان

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

تيسير الكريم الرّحمن في تفسير كلام المنّان

المهاجرين والأنصار ، أي : المؤمنون (حَقًّا) لأنهم صدقوا إيمانهم بما قاموا به من الهجرة والنصرة والموالاة بعضهم لبعض ، وجهادهم لأعدائهم من الكفار والمنافقين. (لَهُمْ مَغْفِرَةٌ) من الله ، تمحى بها سيئاتهم ، وتضمحل بها زلاتهم. (وَ) لهم (رِزْقٌ كَرِيمٌ) أي : خير كثير من الرب الكريم في جنات النعيم. وربما حصل لهم من الثواب المعجل ما تقرّ به أعينهم ، وتطمئن به قلوبهم ، وكذلك من جاء بعد هؤلاء المهاجرين والأنصار ، ممن اتبعهم بإحسان فآمن وهاجر وجاهد في سبيل الله. (فَأُولئِكَ مِنْكُمْ) لهم ما لكم وعليهم ما عليكم. فهذه الموالاة الإيمانية ـ وقد كانت في أول الإسلام ـ لها وقع كبير ، وشأن عظيم ، حتى إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم آخى بين المهاجرين والأنصار أخوة خاصة ، غير الأخوة الإيمانية العامة ، وحتى كانوا يتوارثون بها ، فأنزل الله (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ) ، فلا يرثه إلا أقاربه من العصبات ، وأصحاب الفروض. فإن لم يكونوا ، فأقرب قراباته ، من ذوي الأرحام ، كما دل عليه عموم الآية الكريمة ، وقوله : (فِي كِتابِ اللهِ) أي : في حكمه وشرعه. (إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) ومنه ما يعلمه ، من أحوالكم ، التي يجري من شرائعه الدينية عليكم ، ما يناسبها. تم تفسير سورة الأنفال ولله الحمد والمنة.

تفسير سورة التوبة

(بسم الله الرّحمن الرّحيم)

[١ ـ ٢] أي : هذه براءة من الله ، ومن رسوله إلى جميع المشركين المعاندين ، أن لهم أربعة أشهر ، يسيحون في الأرض على اختيارهم ، آمنين من المؤمنين ، وبعد الأربعة الأشهر ، فلا عهد له ولا ميثاق. وهذا لمن كان له عهد مطلق ، غير مقدر ، أو مقدر بأربعة أشهر ، فأقل. أما من كان له عهد مقدر ، بزيادة على أربعة أشهر ، فإنه يتعين أن يتمم له عهده ، إذا لم يخف منه خيانة ، ولم يبدأ بنقض العهد. ثمّ أنذر المعاهدين في مدة عهدهم ، أنهم وإن كانوا آمنين ، فإنهم لن يعجزوا الله ، ولن يفوتوه ، وأنه من استمر منهم على شركه فإنه لا بد أن يخزيه ، فكان هذا ، مما يجلبهم إلى الدخول في الإسلام ، إلا من عائد وأصر ، ولم يبال بوعيد الله.

[٣] هذا ما وعد الله به المؤمنين ، من نصر دينه ، وإعلاء كلمته ، وخذلان أعدائهم ، من المشركين ، الّذين أخرجوا الرسول ومن معه من مكة ، من بيت الله الحرام ، وأجلوهم مما لهم التسلط عليه من أرض الحجاز. نصر الله رسوله والمؤمنين حتى افتتح مكة ، وأذل المشركين ، وصار للمؤمنين الحكم والغلبة على تلك الديار. فأمر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم