الالتزام بالتركيب يستلزم أحد المحذورين المتقدمين ؛ وظاهر ان إثبات البساطة اللحاظية لا يحتاج إلى مئونة استدلال ، وإقامة برهان ، فان المرجع الوحيد لإثباتها فهم أهل العرف ، أو اللغة ، ولا إشكال في انهم يفهمون من المشتق معنى واحداً كما يفهمون من غيره من الألفاظ المفردة ذلك.
ومن الغريب ما صدر عن المحقق صاحب الكفاية ـ قده ـ حيث قال : ما لفظه هذا : إرشاد لا يخفى ان معنى البساطة بحسب وحدته أدركا وتصوراً ، بحيث لا يتصور عند تصوره إلا شيء واحد ، لا شيئان ، وان انحل بتعمل من العقل إلى شيئين ، كانحلال مفهوم الحجر والشجر إلى شيء له الحجرية أو الشجرية مع وضوح بساطة مفهومهما ، وبالجملة لا ينثلم بالانحلال إلى الاثنينية بالتعمل العقلي وحدة المعنى وبساطة المفهوم ، كما لا يخفى ، وإلى ذلك يرجع الإجمال والتفصيل الفارقان بين المحدود والحد ، مع ما هما عليه من الاتحاد ذاتاً ، فالعقل بالتعمل يحلل النوع ويفصله إلى جنس وفصل بعد ما كان أمراً واحداً إدراكا وشيئاً فاردا تصوراً ، فالتحليل يوجب فتق ما هو عليه من الجمع والرتق.
وجه الغرابة : هو ما عرفت من أن ما يصلح لأن يكون مورد البحث والنزاع هو البساطة والتركيب بحسب التحليل العقلي ، لا بحسب الإدراك والتصور ، ضرورة ـ ان البساطة اللحاظية لا تصلح لأن تكون محوراً للبحث ومركزاً لتصادم الأدلة والبراهين العقلية ، بل لا تقع تحت أي بحث علمي كما لا يخفى. وقد أشرنا آنفاً ان المرجع في إثباتها فهم العرف ، لأن واقعها انطباع صورة علمية واحدة في مرآة الذهن ، سواء أكانت قابلة للانحلال في الواقع كمفهوم الإنسان ونحوه أم لم تكن. فمناط البساطة اللحاظية وحدة المفهوم إدراكا بل وحدة المفهوم في مرحلة التصور في كل مفهوم ومدلول للفظ واحد مما لم يقع لأحد فيه شك وريب.
وقد تحصل من ذلك ان المحقق صاحب الكفاية ـ قده ـ بالنتيجة من القائلين