تعهد ذكر اللفظ عند إرادة تفهيم المعنى كما عن بعض أجلة العصر ، فانك قد عرفت أن كيفية الدلالة والانتقال في اللفظ وسائر الدوال على نهج واحد بلا إشكال ؛ فهل ترى تعهداً من ناصب العلم على رأس الفرسخ؟ بل ليس هناك إلا وضعه عليه بداعي الانتقال من رؤيته إليه ، فكذلك فيما نحن فيه غاية الأمر أن الوضع هناك حقيقي وهنا اعتباري.»
يتلخص ما أفاده ـ قده ـ في أمور :
الأمر الأول : أن حقيقة الوضع ليست أمراً تسبيبياً ، بل هو أمر مباشري قائم بالمعتبر بالمباشرة.
الأمر الثاني : ان الارتباط والاختصاص ليسا من حقيقة الوضع في شيء ، بل هما من لوازمها.
الأمر الثالث : أن حقيقته ليست التعهد والالتزام النفسانيّ ، ولكن من دون أن يشيده بالبرهان.
الأمر الرابع : انها من سنخ وضع سائر الدوال ، غاية الأمر ان الوضع فيها حقيقي خارجي وفي المقام جعلي واعتباري ؛ فهذا الأمر في الحقيقة نتيجة الأمور الثلاثة المتقدمة ووليدتها.
أقول : أما الأمر الأول والثاني فهما في غاية الصحة والمتانة على جميع المسالك في تفسير حقيقة الوضع ـ من دون فرق بين مسلكنا ومسلك القوم ـ واما الأمر الثالث فيدفعه ما سنبينه ـ إن شاء الله تعالى ـ عن قريب من أن الصحيح عند التحقيق هو أن حقيقة الوضع عبارة عن ذلك التعهد والالتزام النفسانيّ.
واما الأمر الرابع وهو ان (سنخ الوضع هنا سنخ الوضع الحقيقي الخارجي) فيرد عليه :
أولا ـ عين الإيراد الّذي أوردناه على القول الثاني وهو أن تفسير الوضع بهذا المعنى على فرض صحته في نفسه ، تفسير بمعنى دقيق خارج عن أذهان عامة الواضعين ولا سيما القاصرين منهم كالأطفال والمجانين ، مع انا نرى صدور الوضع