بل ( الغالب فيها السلامة فـ ) ان هذه حكمها حكم الصحة ، كحمى يوم وكالصداع عن مادة أو غير مادة ، والرمد والرمل والسلاق الذي هو غلظ الأجفان عن مادة ردية غليظة ، ويحمر لها الجفنان ، وينتشر الهدب بل ربما أدى إلى قلع الجفن ، وفساد العين ، ونحو ذلك من الأمراض التي ليست بمخوفة ، بل قيل : منها الفالج ، والسل المستمر لتطاول أزمانهما ، وذلك لأن الفالج استرخاء لأحد شقي البدن لانصباب خلط بلغمى يفسد منه مسالك الروح ، والسل داء يصيب الرية ، ويأخذ البدن منه في النقصان والاصفرار ، فليسا بمخوفين ، لا في الأول ولا في الثاني ، إذ الثاني منهما وان كان لم يسلم منه صاحبه غالبا ، لكن لا يخشى من الموت عاجلا فهو بمنزلة الشيخوخة والهرم ، وقيل : إن انتهاءه مخوف ، وابتدائه غير مخوف ، لأن مدته تتطاول ، فلا يخاف من الموت عاجلا ، فإذا انتهى خيف منه وربما قيل إن ابتدائه مخوف ، فإذا استمر لم يكن مخوفا.
ولكنك خبير أنه لا وجه لهذا الخلاف بين الفقهاء ، فإن لا مدخل له في ذلك ، وإنما المرجع فيه قوانين الطب ، والتجربة خصوصا مع عدم معرفة زمان الانتهاء فإنه غير مضبوط كالابتداء.
وأما الواسطة فهي ما أشار إليها المصنف بقوله وكذا ما يحتمل الأمرين كحكمى العفن المتعلقة بالاخلاط الأربعة مع تعفنها ، وفي المسالك أن الحمى العفية أنواع منها الورد ، وهي التي ، تأتي كل يوم ، والغب يوما تترك يوما والثلث تأتى يومين وتترك يوما وتعود في الرابع ، والأخوين وهي التي تأتي يومين وتترك يومين وقد أطلق المنصف أنها ليست مخوفة ، بل محتملة لأمرين ، وذكر جماعة منهم العلامة أن ما عدا الغب والربع مخوف ».
قلت : لكن في القواعد تمثيل المحتمل بحمى المطبقة قال : لا كحمى الربع والغب إلا أن ينضم إليها برسام أو عارف دائم أو ذات جنب أو وجع صدر أو رئة أو قولنج ، والأمر في ذلك سهل بعد أن المرجع في ذلك أهل الطب والتجربة.
وكذا الكلام في الزحير الذي هو حركة منكرة تدعو إلى البراز بسبب ورم أو خلط لاذع أو برد نال الموضع أو غيره والأورام البلغمية والطاعون وغيرها وان ذكروا في الأول منهما يكون مخوفا مع اقترانه بإسهال ونحوه ، بل قيل : إن الإسهال