من حالات عدم البيان المجرّد عن الإذن الشرعي ، ومن هنا يكون الاستصحاب مفيدا لإثبات المرتبة الشديدة من قبح العقاب.
وبيان ذلك : إنّه لو وقع الشكّ في وجود تكليف إلزامي ولم يكن بالإمكان إجراء الاستصحاب لنفي التكليف فإنّه مع ذلك لو ترك المكلّف ذلك التكليف المشكوك فإنّه لا يعاقب ـ لو اتّفق أنّ ذلك التكليف ثابت واقعا ـ وذلك لقبح مخالفته مع افتراض جهله وعدم علمه.
ولو كان ذلك التكليف الإلزامي المشكوك ممّا يمكن إجراء الاستصحاب في مورده فحينئذ لو أجرى المكلّف الاستصحاب وترك التكليف المشكوك واتّفق ثبوت التكليف واقعا فإنّه لا يعاقب ؛ وذلك لقبح معاقبته إلاّ أنّ القبح في مثل هذه الحالة أشدّ ، وذلك لأنّ التكليف ـ بالإضافة إلى أنّه غير معلوم للمكلّف ـ هو مأذون في تركه شرعا.
إذن فجريان الاستصحاب تكون له فائدة وهي إثبات المرتبة الشديدة من القبح.