صدقت» (١).
وهناك أسئلة اُخرى مهمّة وجّهها إليه طاوس ، وأجاب عنها الإمام عليهالسلام ، وردت في رواية أبي بصير ، نختار بعضاً منها ، قال : قال طاوس : «فلم سُمّي آدم آدم؟ قال الإمام عليهالسلام : لأنّه رفعت طينته من أديم الأرض السفلى. قال : ولِمَ سُمّيت حواء حواء؟ قال : لأنّها خُلقت من ضلع حي ، يعني ضلع آدم. قال : فلِم سُمّي إبليس إبليس؟ قال : لأنّه أبلس من رحمة اللّه عزّوجلّ فلا يرجوها. قال : فلِم سُمّي الجنّ جِنّاً؟ قال : لأنّهم استجنوا فلم يروا.
قال : فأخبرني عن قوم شهدوا شهادة الحقّ وكانوا كاذبين؟ قال : المنافقون حين قالوا لرسول اللّه صلىاللهعليهوآله : نشهد أنّك لرسول اللّه. فأنزل اللّه عزّوجلّ : «إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ» (٢).
قال : فأخبرني عن رسول بعثه اللّه تعالى ليس من الجن ، ولا من الإنس ، ولا من الملائكة ، ذكره اللّه تعالى في كتابه؟ قال : الغراب ، حين بعثه اللّه عزّوجلّ ليُري قابيل كيف يواري سوأة أخيه هابيل حين قتله ، قال اللّه عزّوجلّ : «فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الاْءَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ» (٣).
قال : فأخبرني عمّن أنذر قومه ليس من الجن ، ولا من الإنس ، ولا من الملائكة ، ذكره اللّه عزّوجلّ في كتابه؟ قال : النملة حين قالت : «يَا أَيُّهَا النَّمْلُ
__________________
(١) الاحتجاج ٢ : ٦١ ، مناقب آل أبي طالب ٣ : ٣٣٢.
(٢) سورة المنافقون : ٦٣ / ١.
(٣) سورة المائدة : ٥ / ٣١.