وقيل له عليهالسلام : أتعرف شيئاً خيراً من الذهب؟ قال : «نعم ، معطيه» (١).
وقال عليهالسلام : «إن اللّه جعل للمعروف أهلا من خلقه ، حبب إليهم المعروف وحبب إليهم فعاله ، ووجه لطلاب المعروف الطلب إليهم ، ويسر لهم قضاءه ، كما يسر الغيث للأرض المجدبة ليحييها ويحيي أهلها ، وان اللّه جعل للمعروف أعداء من خلقه بغّض إليهم المعروف ، وبغض إليهم فعاله ، وحظر على طلاب المعروف التوجه إليهم ، وحظر عليهم قضاءه ، كما يحظر الغيث عن الأرض المجدبة ليهلكها ويهلك أهلها ، وما يعفو اللّه عنه أكثر» (٢).
وعن جابر الجعفي ، قال : «دخل رجل على أبي جعفر الباقر عليهالسلام ، فقال له : عافاك اللّه ، اقبض مني هذه الخمس مئة درهم ، فإنها زكاة مالي. فقال له أبوجعفر عليهالسلام : خذها أنت فضعها في جيرانك من أهل الإسلام والمساكين من إخوانك المسلمين» (٣).
ويرتفع الإمام الباقر عليهالسلام بالتكافل إلى مقام العبادة ، بل ويضاهي بعض العبادات ويفوقها ثوابا ، وهو مثل رائع في تنمية روح التضامن والتكافل في مجتمع يسوده التفاوت الطبقي بسبب ظروف المقاطعة ، واحتكار بيت المال في دائرة البلاط الضيقة ، التي تمارس قطع الأرزاق كعقوبة لمخالفيها في الرأي.
قال عليهالسلام : «واللّه لأن أحج حجة أحب إليَّ من أن أعتق رقبة ورقبة ورقبة ومثلها ومثلها حتى بلغ عشراً ، ومثلها ومثلها حتى بلغ السبعين ، ولأن أعول أهل بيت من المسلمين أسدّ جوعتهم ، وأكسو عورتهم ، وأكف وجوههم
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٢٠.
(٢) تحف العقول : ٢٩٥.
(٣) الغيبة / النعماني : ٢٤٢.