عن الناس ، أحب إليَّ من أن أحج حجة وحجة وحجة ومثلها ومثلها حتى بلغ عشراً ، ومثلها ومثلها حتى بلغ السبعين» (١).
وفي هذا الصدد ، كان عليهالسلام يسعى إلى تربية شيعته وأتباعه من المؤمنين على أرقى نماذج التعامل الإسلامي فيما بينهم ، فيضرب لهم مثلاً أعلى في التكافل والتضامن ، لأجل التخفيف عن كاهل الأمة التي يرهقها الظلم والجور الذي تصبّه السياسة الأموية على قطاعات واسعة من جماهير الأمة ، سيما أتباع أهل البيت عليهمالسلام.
عن الوصافي ، قال : «كنا عند أبي جعفر محمد بن علي يوماً ، فقال لنا : أيدخل أحدكم يده في كم أخيه ـ أو قال في كيسه ـ فيأخذ حاجته؟ قال : قلنا : لا. قال : فلستم أذن باخوان كما تزعمون. وفي رواية : أنتم أخدان ، ولستم باخوان» (٢).
وفي رواية الكافي ، فقال أبو جعفر عليهالسلام : «فلا شيء اذا ، قلت : فالهلاك اذا؟ وقال : إنّ القوم لم يعطوا أحلامهم بعد» (٣). وعن الحجاج بن أرطاة حين سأله عليهالسلام : أيدخل أحدكم يده في كم أخيه ...قلت : أما هذا فلا. فقال : «أما لو فعلتم ما احتجتم» (٤).
ولا ريب أن الإمام عليهالسلام يريد بهذا البيان أن يربي أصحابه على المواساة في
__________________
(١) الكافي ٢ : ١٩٥ / ١١ ، و ٤ : ٢ / ٣ ، ثواب الأعمال : ١٤١.
(٢) تاريخ دمشق ٤٥ : ٢٩٣ ، الصداقة والصديق / أبو حيان التوحيدي : ٢٧ كشف الغمة ٢ : ٣٣٠ و ٣٦١ ، البداية والنهاية ٩ : ٣٤٠ ، حلية الأولياء : ٣ : ١٨٧.
(٣) الكافي ٢ : ١٨١ / ١٣.
(٤) كشف الغمة ٢ : ٣٣٣.