مجالسته» (١).
وأوصى عليهالسلام بالبشر وطلاقة الوجه ، كأحد مقومات حسن العشرة ، فقال عليهالسلام : «البشر الحسن وطلاقة الوجه مكسبة للمحبة وقربة من اللّه ، وعبوس الوجه وسوء البشر مكسبة للمقت وبعد من اللّه» (٢).
وعلى الصعيد العملي ، عرف الإمام الباقر عليهالسلام بحسن العشرة وتعهد الإخوان والإحسان إليهم ، قال أبو عبيدة الحذاء : «كنت زميل أبي جعفر عليهالسلام ، وكنت أبدأ بالركوب ، ثم يركب هو ، فإذا استوينا سلّم وساءل مسألة رجل لا عهد له بصاحبه وصافح ، قال : وكان إذا نزل نزل قبلي ، فإذا استويت أنا وهو على الأرض سلم وساءل مسألة من لا عهد له بصاحبه ، فقلت : يا ابن رسول اللّه ، إنك لتفعل شيئاً ما يفعله أحد من قبلنا ، وإن فعل مرة فكثير. فقال : أما علمت ما في المصافحة ، ان المؤمنين يلتقيان ، فيصافح أحدهما صاحبه ، فلا تزال الذنوب تتحات عنهما كما يتحات الورق عن الشجر ، واللّه ينظر إليهما حتى يفترقا» (٣).
وعن أبي حمزة ، قال : «زاملت أبا جعفر عليهالسلام فحططنا الرحل ثم مشى قليلاً ، ثم جاء فأخذ بيدي فغمزها غمزة شديدة فقلت : جعلت فداك ، أو ما كنت معك في المحمل؟! فقال : أما علمت أن المؤمن إذا جال جولة ثم أخذ بيد أخيه ،
__________________
(١) الأمالي / الشيخ المفيد ١٣ : ١٨٥ / ١٠ ، تحف العقول : ٢٩٢ ، أعلام الدين : ٣٠١.
(٢) تحف العقول : ٢٩٧.
(٣) الكافي ٢ : ١٧٩ / ١.