الأم بلا منازع ، ومن ذلك ندرك سرّ التلازم والتوافق بين القرآن الكريم والعترة المطهرة القائم منذ صدور حديث الثقلين ، والباقي ما دام هناك مسلم على وجه الأرض ، وعلى هذه الخطى جاء عن الإمام الباقر عليهالسلام جملة توصيات :
أولاً : دعا الإمام الباقر عليهالسلام ومن قبله آباؤه عليهمالسلام إلى مركزية الكتاب الكريم ، وكونه حاكماً على جميع ما نسب إلى السنة في جميع الأحكام الشرعية والعقائد التي جاء بها أهل البيت عليهمالسلام عن جدهم رسول اللّه صلىاللهعليهوآله . قال الإمام الباقر عليهالسلام : «انظروا أمرنا وما جاءكم عنا ، فان وجدتموه موافقاً القرآن فهو من قولنا ، وما لم يكن موافقاً للقرآن ، فقفوا عنده وردوه الينا ، حتى نشرحه لكم كما شرح لنا» (١).
وقال عليهالسلام : «إن على كل حق نوراً ، وما خالف كتاب اللّه فدعوه» (٢).
وعلى ضوء ذلك ، كان عليهالسلام إذا سئل عن حديث يحدّث به أشار إلى دليله من كتاب اللّه ، حتى يبدو حديثه وكأنّه انتزاعات من القرآن المجيد. عن أبي الجارود ، قال : قال أبو جعفر عليهالسلام : « إذا حدثتكم بشيء فاسألوني من كتاب اللّه ، ثم قال في بعض حديثه : إن النبي صلىاللهعليهوآله نهى عن القيل والقال ، وفساد المال ، وكثرة السؤال. فقيل له : يا بن رسول اللّه ، أين هذا من كتاب اللّه عزوجل؟ قال : قوله : «لاَ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ» (٣) ، وقال : «وَلاَ تُوءْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي
__________________
(١) أعلام الدين في صفات المؤمنين : ٣١٤.
(٢) أعلام الدين في صفات المؤمنين : ٣٠١.
(٣) سورة النساء : ٤ / ١١٤.