جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَاماً» (٢) ، وقال : «لاَ تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُوءْكُمْ» » (٢).
فالقرآن نور يضيء لنا الطريق في ثقافتنا وروحيتنا وحركتنا في الحياة ، وهو الأساس الأول الحري بأن نتدبره ونستلهًمه ، ونجعله كتاب الحياة الذي ينفتح على كل ما يحقق للإنسان الخير والسعادة ، ولا نجمده من خلال تخلفنا وجهلنا.
ثانياً : نقل السنة النبوية ، كان الإمام الباقر عليهالسلام رافداً عظيماً للعلم النبوي ، وقد اضطلع بدور تأريخي في ربط زمان صدور السنة المباركة بزمانه الذي تغير فيه المسار ، وذلك من خلال جسر من النصوص المحمدية التي تستطيع معالجة مشكلات الحياة على وجه الأرض ، وتنتزع منها القواعد التي تساير الحياة إلى يوم الدين.
والصفة الثابتة لتلك السنة لا تمثل تطلعات وآراء خاصة مطلقاً ، بل هي آثار مودعة لديه عليهالسلام من علوم النبوة ومكنون الرسالة ، توارثها أهل البيت عليهمالسلام كابراً عن كابر ، واكتنزوها في صدورهم كما يكنز الناس ذهبهم وفضتهم.
عن أبي جعفر الباقر عليهالسلام ، في حديثه لجابر الجعفي ، قال : «يا جابر ، إنا لو كنّا نحدثكم برأينا وهوانا لكنا من الهالكين ، ولكنا نحدثكم بأحاديث نكنزها عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآله كما يكنز هؤلاء ذهبهم وفضتهم» (٣).
وعنه عليهالسلام قال : «لو أنا حدثنا برأينا ضللنا ، كما ضل من كان قبلنا ، ولكنا
__________________
(١) سورة النساء : ٤ / ٥.
(٢) الاحتجاج ٢ : ٥٥ ، والآية الأخيرة من سورة المائدة : ٥ / ١٠١.
(٣) الاختصاص : ٢٨٠ ، بصائر الدرجات : ٣١٩.