حدثنا ببينة من ربنا بينها لنبيه فبينها لنا» (١).
ويؤكد عليهالسلام حجية حديث أهل البيت عليهمالسلام ، باعتباره امتداداً لحديث رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ، ورواية صادقة له ، فحينما سئل عن الحديث يرسله ولا يسنده ، قال : إذا حدثت الحديث ولم أسنده ، فسندي فيه : أبي ، عن جدي ، عن أبيه ، عن جده رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ، عن جبرئيل عليهالسلام ، عن اللّه عزوجل (٢).
ثالثاً : الموروث المدوّن ، حيث تداول أهل البيت عليهمالسلام عدة كتب منها : الجفر والجامعة والصحيفة ومصحف فاطمة ، وكتاب علي عليهالسلام ، الذي يشتمل على الشرائع والسنن الالهية بخط علي عليهالسلام ، واملاء رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ، وقد وصلت الإمام أبي جعفر الباقر عليهالسلام ، ومن بعده من أئمة أهل البيت عليهمالسلام.
روى حمران بن أعين عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : أشار إلى بيت كبير ، وقال : «يا حمران ، إن في هذا البيت صحيفة طولها سبعون ذراعاً بخط علي ، وإملاء رسول اللّه ، ولو ولينا الناس لحكمنا بينهم بما أنزل اللّه ، لم نعدُ ما في هذه الصحيفة» (٣).
وأخرج الإمام محمد الباقر عليهالسلام كتاب علي عليهالسلام أمام بعض أهل العلم ، وجعل ينظر فيه وكان كتاباً مدروجاً عظيماً ، روى ذلك النجاشي بسنده عن محمد بن عذافر بن عيسى الصيرفي المدائني ، قال : «كنت مع الحكم بن عتيبة عند أبي جعفر عليهالسلام ، فجعل يسأله ، وكان أبو جعفر عليهالسلام له مكرماً ، فاختلفا في شيء ، فقال أبو جعفر عليهالسلام : يا بني قم ، فأخرج كتاب علي ، فأخرج كتاباً مدروجاً عظيماً
__________________
(١) بصائر الدرجات : ٣١٩ ، اعلام الورى ١ : ٥٠٨.
(٢) الارشاد ٢ : ١٦٧ ، الخرائج والجرائح ٢ : ٨٩٣ ، اعلام الورى ١ : ٥٠٨.
(٣) بصائر الدرجات : ١٦٣.