ففتحه ، وجعل ينظر حتى أخرج المسألة. فقاله أبو جعفر عليهالسلام : هذا خط علي عليهالسلام ، وإملاء رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ، وأقبل على الحكم ، وقال : يا أبا محمد ، اذهب أنت وسلمة وأبو المقدام حيث شئتم يميناً وشمالاً ، فواللّه لا تجدون العلم أوثق منه عند قوم كان ينزل عليهم جبرئيل» عليهالسلام (١).
رابعاً : وجه الإمام عليهالسلام الأنظار إلى ضرورة أخذ العلم من منابعه الصحيحة ومدرسته الوثقى ، وأهله الذين نزل في بيوتهم ، ولم تجد الأمة علماً أوثق ولا أصح مما خرج من أهل البيت عليهمالسلام حصراً.
عن أبي مريم ، قال : «قال أبو جعفر عليهالسلام لسلمة بن كهيل والحكم بن عتيبة : شرّقا وغرّبا ، فلا تجدان علماً صحيحاً إلاّ شيئاً خرج من عندنا أهل البيت عليهمالسلام» (٢).
وقال عليهالسلام : «كل شيء لم يخرج من هذا البيت فهو وبال» (٣).
وعن عبد اللّه بن سليمان ، قال : «سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول وعنده رجل من أهل البصرة يقال له عثمان الأعمى ، وهو يقول : ان الحسن البصري يزعم أن الذين يكتمون العلم يؤذي ريح بطونهم أهل النار ، فقال أبو جعفر عليهالسلام : فهلك إذن مؤمن آل فرعون! ما زال العلم مكتوماً منذ بعث اللّه نوحاً عليهالسلام ، فليذهب الحسن يميناً وشمالاً ، فواللّه ما يوجد العلم إلاّ هاهنا» (٤). وفي رواية : «فواللّه ما يوجد العلم إلاّ عند أهل العلم الذين نزل عليهم
__________________
(١) رجال النجاشي : ٣٥٩ ، ترجمة محمد بن عذافر.
(٢) الكافي ١ : ٣٩٩.
(٣) الاختصاص : ٣١.
(٤) الكافي ١ : ٥١ / ١٥ ، بصائر الدرجات : ٢٩ ، الاحتجاج ٢ : ٦٨.