والأُخرى : ما رواه في التهذيب بسند آخر عن داود الصرمي أنّه سأل رجل أبا الحسن الثالث عليهالسلام : وذكر مثله (١). ورواه الصدوق أيضاً بإسناده عن داود الصرمي (٢) ، ورواه في التهذيب أيضاً بسند آخر عن الصرمي مضمراً حيث قال : « سألته عن الصلاة ... » إلخ (٣).
وربما يجاب بإعراض الأصحاب ، ولكن الظاهر أنّها موهونة في نفسها ، فانّ بشير بن بشار لم يوجد في كتب الرجال. وعلى أي حال فسواء أكان ضبط الكلمة كذلك كما في الوسائل أم بصورة بشير بن يسار كما في الاستبصار ، أم بصورة بشر بن يسار كما في الوافي (٤) لا توثيق له. فالرواية الأُولى ضعيفة على جميع التقادير.
وأما الثانية فالصرمي لا توثيق صريح له في كتب الرجال ، واعتماد الصدوق لا يكشف عنه ، ولعلّه مبني على أصالة العدالة التي لا نقول بها ، نعم هو من رجال كامل الزيارات ، فيكون ثقة عندنا بتوثيق ابن قولويه (٥).
إذن فالسند الأول وإن كان ضعيفاً لكن الثاني خالٍ عن هذا الضعف لظهوره في أنّه كان حاضراً في مجلس السؤال ، فيروي جواب الإمام عليهالسلام مباشرة وإن كان السائل مجهولاً ، أو أنّه رأى خط الإمام عليهالسلام لو كان السؤال على سبيل المكاتبة.
ولكن الذي يمنعنا عن الركون إليه أنّ مقتضى السند الأول وهو صحيح إلى داود أنّه لم يكن حاضراً في مجلس السؤال. ومقتضى الثاني حضوره إمّا مع كون السائل غيره كما هو قضية إحدى روايتي التهذيب ، أو كونه نفسه كما
__________________
(١) التهذيب ٢ : ٢١٣ / ٨٣٤.
(٢) الفقيه ١ : ١٧٠ / ٨٠٥.
(٣) التهذيب ٢ : ٢١٢ / ٨٣٣.
(٤) الوافي ٧ : ٤١١ / ٦٢٢١.
(٥) ولكنه لم يكن من مشايخه بلا واسطة فلا يشمله التوثيق.