عباس بن موسى عن أبيه قال : « سألته عن الإبريسم والقز ، قال : هما سواء » (١).
ولكن الرواية ضعيفة السند ، فانّ عباس بن موسى الذي هو الورّاق وإن كان ثقة إلا أنّ أباه مجهول ، على أنّها مضمرة ، فانّ المسئول غير معلوم ، ولم يكن السائل ممن لا يروي عن غير المعصوم كما هو واضح.
نعم ، ذكر في الوسائل بعد قوله : عن أبيه ، كلمة عليهالسلام الكاشفة عن أنّ المراد به هو العباس بن موسى بن جعفر عليهالسلام. ولكنه مضافاً إلى خلو المصدر عن هذه الكلمة كما عرفت ، لا توثيق له ، بل قد ورد ذمّه في بعض الأخبار ، وأنّه عارض أخاه الرضا عليهالسلام.
أجل ذكر المفيد في الإرشاد أنّ أولاد موسى بن جعفر عليهالسلام لكل واحد منهم منقبة مشهورة (٢). ولكن هذا التعبير أعم من التوثيق ، ومن الجائز أن يراد من المنقبة نوع كمال من شجاعة أو سخاؤه وما شاكلها.
نعم ، قد ورد في بعض نسخ رجال الشيخ توثيقه صريحاً (٣) ولكنّه يشكل الاعتماد عليه ، إذ لم ينقل النجاشي ولا العلامة ولا ابن داود توثيقه عنه مع وجود نسخة الرجال عندهم ، ولا سيما الأخير الذي رأى نسخة رجال الشيخ بخطه الشريف حسبما أشار إليه في موارد من كتابه.
فالرواية ضعيفة السند على التقديرين ، إذن فالتسوية المزبورة غير ثابتة ، بل الظاهر عرفاً إطلاق القز على غير المصفّى ، والإبريسم على المصفّى كما عرفت. فتبقى نصوص المنع في موردها على حالها ، هذا.
والذي ينبغي أن يقال : إن الموضوع في النصوص الناهية وإن كان هو الحرير ، إلا أنّ المراد منه بحسب الفهم العرفي ومناسبة الحكم والموضوع هو
__________________
(١) الوسائل ٤ : ٣٦٨ / أبواب لباس المصلي ب ١١ ح ٤ ، الكافي ٦ : ٤٥٤ / ٩.
(٢) الإرشاد ٢ : ٢٤٦.
(٣) رجال الطوسي : ٣٣٩ / ٥٠٤٢.