الثاني : قوله تعالى ( وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاّ لِبُعُولَتِهِنَّ .. ) إلخ (١) دلّت على حرمة الإبداء الملازم لعدم جواز النظر كما مرّ (٢) وإطلاقه يشمل الوجه والكفين.
وفيه : أنّه قد استثني في نفس الآية الزينة الظاهرة ، قال تعالى ( إِلاّ ما ظَهَرَ مِنْها ) ولا ينبغي الإشكال في عدم كون المراد من الزينة نفسها من الثياب ونحوها ، لعدم المانع من إظهارها في حد نفسها بالضرورة ، مضافاً إلى بعد هذا المعنى عن سياق الآية في حدّ نفسه ، بل المراد مواضعها أعني البدن نفسه كما فسرت بذلك في جملة من النصوص ، ومن الواضح أنّ الوجه والكفين من أظهر المصاديق لمواضع الزينة الظاهرة المستثناة في الآية.
مضافاً إلى التصريح به في جملة من النصوص المتضمنة أنّ الزينة الظاهرة ما دون الخمار وما دون السوارين (٣) ، وهي صحيحة الفضيل ، ونحوها موثّقة أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : « سألته عن قول الله ( عز وجل ) ( وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاّ ما ظَهَرَ مِنْها ) قال : الخاتم والمسكة وهي القُلْب » (٤) أي السوار فانّ النظر إلى الخاتم لا ينفك عن النظر إلى الكف.
وسند الرواية صحيح ما عدا سعد بن مسلم (٥) فإنّه لم يذكر عنه شيء في الرجال إلا أنّه قائد أبي بصير ، لكنّه مذكور في سند كامل الزيارات ، بل إنّ هذا السند بعينه مذكور هناك أي محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن أحمد ابن إسحاق عن سعد بن مسلم عن أبي بصير والمراد بالحسين بن محمد الحسين بن محمد بن عامر أو عمران الأشعري القمي ، وهو ثقة. وبالجملة
__________________
(١) النور ٢٤ : ٣١.
(٢) في الجهة الرابعة ، الأمر الأول.
(٣) الوسائل ٢٠ : ٢٠٠ / أبواب مقدمات النكاح وآدابه ب ١٠٩ ح ١.
(٤) الوسائل ٢٠ : ٢٠١ / أبواب مقدمات النكاح وآدابه ب ١٠٩ ح ٤.
(٥) [ في المصدر الكافي ٥ : ٥٢١ / ٤ سعدان بن مسلم ، وراجع معجم رجال الحديث : ٩ : ١٠٤ / ٥٠٩٩ ].