الضّروري مع العلم بكونه عن النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم الكفر ، فأيّ شيء يوجبه؟
وهذا لا يظنّ صدوره عن جاهل فضلا عن مثله قدسسره الّذي صرف عمره في علم الشّريعة ؛ مع ما عليه من التفرّد في دقّة النّظر واستقامة الرّأي ، والاطّلاع على فتاوى الفقهاء ( رضوان الله عليهم ) في عصره فجزاه الله عن الإسلام خيرا وحشره في حظيرة قدسه مع نبيّه وآله الطّيبين الطّاهرين ( سلام الله عليهم أجمعين ).
ثمّ إنّه يدلّ على ثبوت الواسطة ـ مضافا إلى ما رواه في « الكتاب » ، وكون الكفر مترتّبا على الجحود والإنكار ـ كثير من الأخبار البالغة حدّ الاستفاضة ؛ ففي « الكافي » في باب « فرض طاعة الأئمّة عليهماالسلام » أنّ أبا عبد الله عليهالسلام يقول : « نحن الّذين فرض الله طاعتنا لا يسع النّاس إلاّ معرفتنا ولا يعذر النّاس بجهالتنا ، من عرفنا كان مؤمنا ومن أنكرنا كان كافرا ، ومن لم يعرفنا ولم ينكرنا كان ضالاّ ؛ حتّى يرجع إلى الهدى الّذي افترض الله تعالى عليه من طاعتنا الواجبة ، فإن يمت على ضلالته يفعل الله به ما يشاء » (١).
في « الكافي » أيضا في باب « الكفر » بسنده عن أبي جعفر عليهالسلام قال : « إنّ الله عزّ وجلّ نصب عليّا عليهالسلام علما بينه وبين خلقه فمن عرفه كان مؤمنا ومن أنكره كان كافرا ومن جهله كان ضالاّ ومن نصب معه شيئا كان مشركا ومن جاء بولايته دخل
__________________
(١) الكافي الشريف : ج ١ / ١٨٧ باب « فرض طاعة الأئمة عليهمالسلام » ـ ح ١١.