كما أنّه يظهر منه في معرفة الله تبارك وتعالى ـ مضافا إلى الاعتقاد بوجوده وتوحيده ـ الاعتقاد بكونه جامعا لجميع الكمالات ومنزّها عن جميع النّقائص الخلقية كما ذكره سابقا أيضا. فإن كان المراد اعتبار ذلك على سبيل الإجمال ؛ بمعنى الاعتقاد بكونه تعالى ليس من جنس المخلوق ، فله وجه ، وإلاّ فاستفادة اعتبار ذلك من الأخبار المتقدّمة في غاية الإشكال والله العالم بحقيقة الحال.
(٦٨) قوله قدسسره : ( وهل هو كافر مع ظنّه بالحقّ؟ وجهان : من إطلاق ... إلى آخره ) ( ج ١ / ٥٧٠ )
الشاك غير الجاحد كافر أم لا؟
أقول : ممّا يدلّ على الوجه الأوّل : ما رواه في « الكافي » في باب « الكفر » عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليهالسلام : « من شك في الله وفي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فهو كافر » (١).
وعن منصور بن حازم قال : قلت : لأبي عبد الله عليهالسلام : من شك في رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم؟ قال : كافر. قلت : من شك في كفر الشّاك فهو كافر؟ فأمسك عنّي فرددت
__________________
« المستضعف » ، وكذا الوسائل : ج ٢٤ / ١٣٢ الباب «٩» ـ ح ١٠.
(١) الكافي الشريف : ج ٢ / ٣٨٦ باب « الكفر » ـ ح ١٠.