فيه ـ مضافا إلى كونه أداء لحقّ أولياء النّعم الظّاهريّة والباطنيّة والوسائط الخلقيّة والعلل الغائية ، وربّما يحتاج إليها لردع المبطل لها ، والزّاعم خلاف الحقّ فيها. هذا بالنّسبة إلى غير صفات الباري تعالى من صفات حججه عليهمالسلام أو الأمور الدّينيّة الاعتقاديّة الثّابتة من جهتهم وبياناتهم. وأمّا بالنّسبة إلى صفاته عزّ وجلّ من أن يوصف بصفات المخلوقين ، فالأمر أوضح. ومن هنا قيل بوجوب تحصيل علم الكلام لحفظه عن الاندراس ، وليس ذلك بأدون من تحصيل الأحكام الغير الإلزاميّة في فروع الدّيانات من حيث لزوم حفظ أحكام الشّرع عن الاندراس وإن لم يحتج إليها غالب المكلّفين ـ أو لا يجب؟ وجهان : أوجههما في النّظر عاجلا : الأوّل. ولا ينافي ذلك ما قدّمنا أصلا كما لا يخفى.
مطلوبيّة السعي في الاستكمال
الثّاني : أنّه كما لا إشكال في مطلوبيّة معرفة التّفاصيل بحسب الإمكان في حقّ كلّ من يقدر عليها بقدر ميسوره ومقدوره من حيث اختلاف مراتب الإيمان فيختلف بحسب الآثار والعقل واللّوازم الأخرويّة على ما نبّهنا عليه سابقا ، كذلك لا إشكال في مطلوبيّة تكميل المرتبة الخاصّة من المعرفة الحاصلة للمكلّف بحسب مقدوره من حيث اختلاف مرتبة المعرفة شدّة وضعفا.
ومن هنا سأل الخليل « على نبيّنا وآله وعليه الصّلاة والسّلام وعلى سائر أنبيائه ورسله » شهود إحياء الموتى مع يقينه بالبعث والمعاد ؛ حتّى يحصل له مرتبة