من أول سورة النساء حتى بلغ ( فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً ) كما ثبت فى الصحيح.
والذى قاله واضح فعله كثير من سلفنا واعتمد عليه كثير ممن أدركنا من أئمتنا ، قال الإمام يعقوب الحضرمى قرأت القرآن فى سنة ونصف على سلام. وقرأت على شهاب الدين بن شريفة فى خمسة أيام وقرأ شهاب على مسلمة بن محارب فى تسعة أيام وقد قرأ شيخنا الشهاب أحمد بن الطحان على الشيخ أبى العباس بن نحلة ختمة كاملة بحرف أبى عمرو من روايتيه فى يوم واحد وأخبرت عنه أنه لما ختم قال للشيخ هل رأيت أحدا يقرأ هذه القراءة؟ فقال لا تقل هكذا ، قل : هل رأيت شيخا يسمع هذا السماع؟ ولما رحل ابن مؤمن إلى الصائغ قرأ عليه القراءات جمعا بعدة كتب فى سبعة عشر يوما وقرأ على شخص ختمة لابن كثير من روايتيه فى أربعة أيام وللكسائى كذلك فى سبعة أيام. ولما رحلت أولا إلى الديار المصرية وأدركنى السفر كنت قد وصلت فى ختمة بالجمع إلى سورة الحجر على شيخنا ابن الصائغ فابتدأت عليه من أول الحجر يوم السبت وختمت عليه ليلة الخميس فى تلك الجمعة وآخر ما كان بقى لى من أول الواقعة فقرأته عليه فى مجلس واحد وأعظم ما بلغنى فى ذلك قضية الشيخ مكين الدين عبد الله بن منصور المعروف بالأسمر مع الشيخ أبى إسحاق إبراهيم بن محمد وثيق الاشبيلى وهى ما أخبرنى به الشيخ الإمام المحدث الثقة أبو بكر محمد بن أحمد بن أبى بكر بن عرام الاسكندرى فى كتابه إلىّ من ثغر الاسكندرية ثم نقلته من خطه بها أن الشيخ مكين الدين الأسمر دخل يوما إلى الجامع الجيوشى بالاسكندرية فوجد شخصا واقفا وهو ينظر إلى أبواب الجامع فوقع فى نفس المكين الأسمر أنه رجل صالح وأنه يعزم على الرواح إلى جهته ليسلم عليه ففعل ذلك وإذا به ابن وثيق ولم يكن لأحد منهما معرفة بالآخر ولا رؤية فلما سلم عليه قال له : أنت عبد الله بن منصور؟ قال : نعم ما جئت من الغرب إلا بسببك لأقرئك القراءات ، قيل فابتدأ