كرواية خلف عن حمزة. وروى عنه جعفر بن محمد : تبقية الغنة كالباقين.
واطلق الوجهين له صاحب المبهج وكلاهما صحيح والله أعلم. وانفرد صاحب المبهج بعدم الغنة عند الياء عن قنبل من طريق الشطوى عن ابن شنبوذ فخالف سائر المؤلفين وأجمعوا على إظهار النون الساكنة عند الواو والياء إذا اجتمعا فى كلمة واحدة نحو ( صِنْوانٌ ) ، و ( قِنْوانٌ ) ، و ( الدُّنْيا ) ، و ( بُنْيانٌ ) لئلا يشتبه بالمضعف نحو صوان ، وحيان ؛ وكذلك أظهرها العرب مع الميم فى الكلمة فى نحو قولهم شاة زنماء ، وغنم زنم ، ولم يقع مثله فى القرآن وقد اختلف رأى أئمتنا فى ذكر النون مع هذه الحروف فكان الحافظ أبو عمرو الدانى ممن يذهب إلى عدم ذكرها معهن قال فى جامعه والقراء من المصنفين يقولون تدغم النون الساكنة والتنوين فى ستة أحرف فيزيدون النون نحو ( مِنْ نارٍ ) ، ( يَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ ) قال وزعم بعضهم أن ابن مجاهد جمع الستة الأحرف فى كلمة « يرملون » قال وذلك غير صحيح عنه لأن محمد بن أحمد حدثنا عنه فى كتابه السبعة أن النون الساكنة والتنوين يدغمان فى الراء واللام والميم والياء والواو ولم يذكر النون إذ لا معنى لذكرها معهن لأنها إذا أتت ساكنة ولقيت مثلها لم يكن بد من إدغامها فيها ضرورة وكذلك التنوين كسائر المثلين إذا التقيا وسكن الأول منهما ثم قال : ولو صح أن ابن مجاهد جمع كلمة يرملون الستة الأحرف لكان إنما جمع منها النون وما تدغم فيه انتهى ، ولا يخفى ما فيه.
والتحقيق فى ذلك أن يقال إن أريد بادغام النون فى غير مثلها فانه لا وجه لذكر النون فى حروف الادغام. وإن أريد بادغامها مطلق ما يدغمان فيه فلا بد من ذكر النون فى ذلك ولا شك أن المراد هو هذا لا غيره فيجب حينئذ ذكر النون فيها وعلى ذلك مشى الدانى فى تيسيره والله أعلم. واختلف أيضا رأيهم فى الغنة الظاهرة حالة ادغام النون الساكنة والتنوين فى الميم هل هى غنة النون المدغمة أو غنة الميم المقلوبة للادغام؟ فذهب إلى الأول أبو الحسن بن كيسان النحوى وأبو بكر بن مجاهد المقرى وغيرهما وذهب الجمهور إلى أن