بأثر هذا : الحال هو الخاتم للقرآن شبه برجل سافر فسار حتى إذا بلغ المنزل حل به ، كذلك تالى القرآن يتلوه حتى إذا بلغ آخره وقف عنده. والمرتحل المفتتح للقرآن شبه برجل أراد سفرا فافتتحه بالمسير ، قال وقد يكون الخاتم المفتتح أيضا فى الجهاد وهو أن يغزو ويعقب ، وكذلك الحال المرتحل يريد أن يصل ذاك بهذا انتهى ، وليس فيه حكاية اختلاف فى تفسير هذا الحديث غايته أنه قال : وقد يكون الخاتم المفتتح. ولا تعلق لهذا الكلام بتفسير الحديث إذ قد قطع أولا بتفسيره على ما فى الحديث ، بل ساق الحديث أولا مفسرا من الحديث ثم زاد تفسيره بيانا وانت ترى هذا عيانا ( والثالث ) ان قوله هذا ظاهر اللفظ يشير إلى تفسيره بتتابع الغزو وليس ظاهر اللفظ لو جرد من التفسير دالا على تتابع الغزو بل يكون عاما فى كل من حل وارتحل من حج او عمرة أو تجارة أو غزو أو غير ذلك ( والرابع ) أن قوله وعلى ما أوله به القراء يكون مجازا يدل على أن هذا التأويل مخصوص بالقراء وليس كذلك ولو قدر أن تفسيره ليس ثابتا فى الحديث فقد رأيت تفسير ابن قتيبة له وكذلك رواية الترمذى له فى أبواب القراءة تدل قطعا على أنه أراد هذا التأويل وكذلك أورده البيهقى الحافظ وغيره من الأئمة كأبى عبد الله الحليمى فى قراءة القرآن وعدوا ذلك من آداب الختم.
( والخامس ) قوله وقد رووا التفسير فيه مدرجا فى الحديث ولعله من بعض الرواة فلا نعلم أحدا صرح بادراجه فى الحديث بل الرواة لهذا الحديث بين من صرح بأنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم فسره به كما هو فى أكثر الروايات وبين من اقتصر على رواية بعض الحديث فلم يذكر تفسيره ، ولا منافاة بين الروايتين فتحمل رواية تفسيره على رواية من لم يفسره ويجوز الاقتصار على رواية بعض الحديث إذا لم يخل بالمعنى وهذا مما لا خلاف عندهم فيه ولا يلزم