بين بين الأزرق والباقون بالفتح وأما ( الْكافِرِينَ ) فأماله أبو عمرو والكسائى من رواية الدورى ورويس عن يعقوب ووافقهم روح فى النمل وهو ( مِنْ قَوْمٍ كافِرِينَ ) واختلف عن ابن ذكوان فأماله الصورى عنه وفتحه الأخفش وأماله بين بين ورش من طريق الأزرق وفتحه الباقون وانفرد بذلك صاحب العنوان عن الأزرق عن ورش فخالف سائر الناس عنه. وانفرد أبو القاسم الهذلى عن ابن شنبوذ عن قنبل بإمالة بين بين ولا نعرفه لغيره والله أعلم وأما ( النَّاسِ ) فاختلف فيه عن أبى عمرو من رواية الدورى فروى إمالته أبو طاهر بن أبى هاشم عن أبى الزعراء عنه وهو الذى فى التيسير وذلك أنه أسند رواية الدورى فيه عن عبد العزيز بن جعفر الفارسى عن أبى طاهر المذكور وقال فى باب الإمالة وأقرأنى الفارسى عن قراءته على أبى طاهر فى قراءة أبى عمرو بإمالة فتحة النون من ( النَّاسِ ) فى موضع الجر حيث وقع وذلك صريح فى أن ذلك من رواية الدورى وبه كان يأخذ أبو القاسم الشاطبى فى هذه الرواية وهو رواية جماعة من أصحاب اليزيدى عنه عن أبى عمرو كأبى عبد الرحمن بن اليزيدى وأبى حمدون وابن سعدان وغيرهم وذلك كان اختيار أبى عمرو الدانى من هذه الرواية قال فى جامع البيان واختيارى فى قراءة أبى عمرو من طريق أهل العراق الإمالة المحضة فى ذلك لشهرة من رواها عن اليزيدى وحسن اطلاعهم ووفور معرفتهم ثم قال وبذلك قرأت على الفارسى عن قراءته على أبى طاهر بن أبى هاشم وبه آخذ قال وقد كان ابن مجاهد رحمهالله يقرئ باخلاص الفتح فى جميع الأحوال وأظن ذلك اختيارا منه واستحسانا فى مذهب أبى عمرو وترك لاجله ما قرأه على الموثوق به من أئمته إذ قد فعل ذلك فى غير ما حرف وترك المجمع فيه عن اليزيدى ومال إلى رواية غيره إما لقوتها فى العربية أو لسهولتها على اللفظ ولقربها على المتعلم من ذلك إظهار الراء الساكنة عند اللام وكسر هاء الضمير المتصلة بالفعل المجزوم من غير صلة وإشباع الحركة فى ( بارِئِكُمْ ) و ( يَأْمُرُكُمْ )