وغيرهم واختاره فى التبصرة وقال سواء رمت أو سكنت ورد على من فتح حالة الإسكان وقال إن ذلك ليس بالقوى ولا بالجيد لأن الوقف غير لازم والسكون عارض ( قلت ) وكلا الوجهين صحيحان عن السوسى نصا وأداء وقرأنا بهما من روايتيه وقطع بهما له صاحب المبهج وغيره وقطع له بالفتح فقط الحافظ أبو العلاء الهمدانى فى غايته وغيره والأصح أن ذلك مخصوص به من طريق ابن جرير ومأخوذ به من طريق ابن حبش كما نص عليه فى المستنير وفى التجريد وابن فارس فى جامعه وغيرهم وأطلق أبو العلاء ذلك فى الوقف ولم يقيده بسكون وقيده آخرون برءوس الآى كابن سوار والصقلى وذهب بعضهم إلى الإمالة بين بين ومن هؤلاء من جعل ذلك مع الروم كما نص عليه فى الكافى وقال إنه مذهب البغداديين ومنهم من أطلق واكتفى بالإمالة اليسيرة إشارة إلى الكسر وهذا مذهب أبى طاهر بن أبى هاشم وأصحابه وحكى أنه قرأ به على ابن مجاهد وأبى عثمان عن الكسائى وعلى ابن مجاهد عن أصحابه عن اليزيدى والصواب تقييد ذلك بالإسكان وإطلاقه فى رءوس الآى وغيرها وتعميم الإسكان بحالتى الوقف والإدغام الكبير كما تقدم. ثم إن سكون كليهما عارض وذلك نحو ( النَّارِ رَبَّنا ) ، و ( الْأَبْرارِ رَبَّنا ) ، ( الْغَفَّارِ لا جَرَمَ ) ، ( الْفُجَّارَ لَفِي ) وذلك من طريق بن حبش عن ابن جرير كما نص عليه أبو الفضل الخزاعى وأبو عبد الله القصاع وغيرهما وقد ذكرنا ذلك فى آخر باب الإدغام وقد تترجح الإمالة عند من يأخذ بالفتح من قوله ( فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ) لوجود الكسرة بعد الألف حالة الادغام بخلاف غيره ( قلته ) قياسا والله أعلم. ويشبه اجراء الثلاثة من الإمالة وبين بين والفتح لاسكان الوقف إجراء الثلاثة من المد والتوسط والقصر فى سكون الوقف بعد حرف المد لكن الراجح فى باب المد هو الاعتداد بالعارض وفى الإمالة عكسه والفرق بين الحالين أن المد موجبه الاسكان وقد حصل فاعتبروا الإمالة موجبها الكسر وقد زال فلم يعتبر والله أعلم.