عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدٍ (١) ، عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ ، قَالَ :
كَانَ ابْنُ أَبِي الْعَوْجَاءِ مِنْ تَلَامِذَةِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ ، فَانْحَرَفَ عَنِ التَّوْحِيدِ ، فَقِيلَ لَهُ (٢) : تَرَكْتَ مَذْهَبَ صَاحِبِكَ ، وَدَخَلْتَ فِيمَا لَا أَصْلَ لَهُ وَلَاحَقِيقَةَ؟
فَقَالَ : إِنَّ صَاحِبِي كَانَ مُخَلِّطاً ، كَانَ (٣) يَقُولُ طَوْراً بِالْقَدَرِ (٤) ، وَطَوْراً بِالْجَبْرِ ، وَمَا أَعْلَمُهُ اعْتَقَدَ مَذْهَباً دَامَ عَلَيْهِ ، وَقَدِمَ مَكَّةَ مُتَمَرِّداً وَإِنْكَاراً عَلى مَنْ يَحُجُّ ، وَكَانَ يَكْرَهُ (٥) الْعُلَمَاءُ مُجَالَسَتَهُ وَمُسَاءَلَتَهُ لِخُبْثِ لِسَانِهِ وَفَسَادِ ضَمِيرِهِ ، فَأَتى أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، فَجَلَسَ إِلَيْهِ فِي جَمَاعَةٍ مِنْ نُظَرَائِهِ ، فَقَالَ (٦) : يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ ، إِنَّ الْمَجَالِسَ أَمَانَاتٌ ، وَلَابُدَّ لِكُلِّ مَنْ بِهِ سُعَالٌ (٧) أَنْ يَسْعُلَ ، أَفَتَأْذَنُ فِي الْكَلَامِ؟ فَقَالَ : « تَكَلَّمْ ».
__________________
أبي عبد الله عن محمّد بن إسماعيل عن داود بن عبد الله عن عمرو بن محمّد عن عيسى بن يونس. وذاك الخبر وخبرنا هذا قطعتان من خبرٍ واحدٍ كما يعلم من التوحيد للصدوق ، ص ٢٥٣ ، ح ٤.
والظاهر اتّحاد محمّد بن إسماعيل مع محمّد بن أبي يسر ( بشير ) ، ولا يبعد أنّ الصواب في « محمّد بن أبي يسر » هو محمّد بن أبي بشر ، كما يظهر من ملاحظة الأسناد ومقارنتها معاً. انظر على سبيل المثال : الأمالي للصدوق ، ص ١٩٧ ، المجلس ٤٢ ، ح ٤ ؛ وص ٢٠٢ ، المجلس المذكور ، ح ١٤ ـ ١٥ ؛ علل الشرائع ، ص ١٧٣ ، ح ١ ، ص ٢٣٢ ، ح ٩ ؛ وص ٢٣٤ ، ح ٢ ، ص ٤٨٢ ، ح ١ ؛ كمال الدين ، ص ٧٣ ؛ ثواب الأعمال ، ص ٢٥٢ ، ح ٢. ومحمّد بن جعفر الراوي عن محمّد بن أبي بشر ، في ثواب الأعمال ، هو محمّد بن جعفر الأسدي الكوفي المتّحد مع محمّد بن أبي عبد الله.
(١) هكذا في « ظ ، بث ، بح ، بخ ، بس ، بف ، جد ، جر ، جن » والوسائل. وفي « ى » : « عمر بن محمّد ». وفي المطبوع : « [ محمّد بن ] عمرو بن محمّد ».
ويؤيّد ما أثبتناه مضافاً إلى ما تقدّمت الإشارة إليه من الكافي ، ح ٣٣٠ ، ورود الخبر في التوحيد أيضاً ؛ فقد رواه الصدوق بسنده عن أبي سليمان داود بن عبد الله عن عمرو بن محمّد ، عن عيسى بن يونس.
(٢) في « ى » : ـ « له ».
(٣) في « جن » : ـ « كان ».
(٤) في « بس ، جن » : « بالقدرة ».
(٥) في « بف » : « تكره ».
(٦) في حاشية « بث » : + « له ».
(٧) « السعال » هو الصوت من وجع الحلق واليبوسة فيه. والظاهر أنّه من أمثال العرب وكناية عن أنّ لي شبهة ، ولابدّ لي أن أقولها لتدفع شبهتي. وهذه الكلمة أيضاً اعتذار منه لئلاّ يقال له : إنّه ملحد ، بل يكون له المخرج