مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ وَبِشْرِ (١) بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، قَالَ :
قَالَ لِي مُحَمَّدٌ (٢) : أَلَا أَسُرُّكَ يَا ابْنَ مُثَنًّى (٣)؟ قَالَ : قُلْتُ (٤) : بَلى ، وَقُمْتُ إِلَيْهِ ، قَالَ : دَخَلَ هذَا الْفَاسِقُ آنِفاً ، فَجَلَسَ قُبَالَةَ أَبِي الْحَسَنِ (٥) عليهالسلام ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ : يَا أَبَا الْحَسَنِ مَا تَقُولُ فِي الْمُحْرِمِ : أَيَسْتَظِلُّ عَلَى الْمَحْمِلِ؟ فَقَالَ لَهُ : « لَا » قَالَ : فَيَسْتَظِلُّ فِي الْخِبَاءِ (٦)؟ فَقَالَ لَهُ : « نَعَمْ » فَأَعَادَ عَلَيْهِ الْقَوْلَ شِبْهَ الْمُسْتَهْزِئِ يَضْحَكُ ، فَقَالَ (٧) : يَا أَبَا الْحَسَنِ ، فَمَا فَرْقٌ بَيْنَ هذَا وَهذَا؟
فَقَالَ : « يَا أَبَا يُوسُفَ ، إِنَّ الدِّينَ لَيْسَ بِقِيَاسٍ (٨) كَقِيَاسِكُمْ (٩) ، أَنْتُمْ تَلْعَبُونَ بِالدِّينِ ، إِنَّا (١٠) صَنَعْنَا كَمَا صَنَعَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وَقُلْنَا كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، كَانَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم يَرْكَبُ رَاحِلَتَهُ ، فَلَا يَسْتَظِلُّ عَلَيْهَا ، وَتُؤْذِيهِ الشَّمْسُ ، فَيَسْتُرُ جَسَدَهُ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ ،
__________________
(١) في الوسائل والبحار والتهذيب : « بشير ». وهو سهو. والظاهر أنّ بشراً هذا ، هو بشر بن إسماعيل بن عمّار ، ابن أخي إسحاق بن عمّار الصيرفي. راجع : رجال النجاشي ، ص ٧١ ، الرقم ١٦٩.
(٢) هكذا في « ظ ، بح ، بخ ، جد ، جر » والوافي والبحار. وفي « ى ، بث ، بس ، بف ، جن » والمطبوع : + « بنإسماعيل ».
والتأمّل في الخبر يقضي بصحّة ما أثبتناه. توضيح ذلك : أنّ مضمون الخبر يرويه جعفر بن المثنّى عن محمّد بن الفضيل وبشر بن إسماعيل ، لكن ألفاظ الخبر ينقلها عن محمّد بن الفضيل ، والمراد من « قال : قال لي محمّد » أنّه قال جعفر بن المثنّى الخطيب : قال لي محمّد بن الفضيل.
فعليه « بن إسماعيل » إمّا أن يكون مصحّفاً من « بن الفضيل » أو يكون زيادةً تفسيريّة ادرجت في المتن سهواً.
ويؤيّد ذلك أنّ الخبر رواه الشيخ الطوسي في التهذيب ، ج ٥ ، ص ٣٠٩ ، ح ١٠٦١ بإسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن جعفر بن المثنّى الخطيب عن محمّد بن الفضيل وبشير بن إسماعيل قال : قال لي محمّد : ألا أسرّك.
(٣) في « بح » والوافي والبحار : « يا ابن المثنّى ».
(٤) في الوافي : « فقلت » بدل « قال : قلت ».
(٥) في « بح ، بخ ، بف » والبحار : + « الكاظم ».
(٦) الخِباء : واحد الأخبية ، وهو أحد بيوت العرب من وبر أو صوف ، ولا يكون من شعر ، ويكون على عمودينأو ثلاثة. راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٢٥ ؛ النهاية ، ج ٢ ، ص ٩ ( خبا ).
(٧) في حاشية « جن » : « ثمّ قال ». وفي الوافي : + « له ».
(٨) في « ظ ، ى ، جد » وحاشية « بح » : « يقاس ».
(٩) في « بح ، جن » والبحار : « كقياسك ».
(١٠) في حاشية « جن » : « إنّما ».