يَبْقى بَعْدَهُ نَسْلٌ مِنْ نَسْلِكَ هُوَ أَخُوهُ وَوَزِيرُهُ ، وَدُونَهُ فِي السِّنِّ ، وَقَدْ كَانَ الْقَادِرُ عَلَى الْأَوْثَانِ لَايَعْصِيهِ حَرْفاً (١) ، وَلَايَكْتُمُهُ شَيْئاً ، وَيُشَاوِرُهُ فِي كُلِّ أَمْرٍ هَجَمَ (٢) عَلَيْهِ.
وَاسْتَعْيَا عَنْهَا (٣) عَبْدُ الْمُطَّلِبِ ، فَوَجَدَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ سَيْفاً مُسْنَدَةً إِلى جَنْبِهِ (٤) ، فَأَخَذَهَا ، وَأَرَادَ أَنْ يَبُثَّ (٥) ، فَقَالَ : وَكَيْفَ (٦) وَلَمْ أَبْلُغِ الْمَاءَ ، ثُمَّ حَفَرَ ، فَلَمْ يَحْفِرْ (٧) شِبْراً (٨) حَتّى بَدَا لَهُ قَرْنُ الْغَزَالِ (٩) وَرَأْسُهُ ، فَاسْتَخْرَجَهُ وَفِيهِ طُبِعَ : لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ ، مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ ، عَلِيٌّ وَلِيُّ اللهِ ، فُلَانٌ خَلِيفَةُ اللهِ ، فَسَأَلْتُهُ ، فَقُلْتُ (١٠) : فُلَانٌ مَتى كَانَ؟ قَبْلَهُ أَوْ بَعْدَهُ؟ قَالَ (١١) : لَمْ يَجِئْ بَعْدُ ، وَلَاجَاءَ شَيْءٌ مِنْ أَشْرَاطِهِ (١٢)
فَخَرَجَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ ، وَقَدِ اسْتَخْرَجَ الْمَاءَ ، وَأَدْرَكَ وَهُوَ يَصْعَدُ ، فَإِذَا أَسْوَدُ لَهُ ذَنَبٌ طَوِيلٌ يَسْبِقُهُ (١٣) بِدَاراً (١٤) إِلى فَوْقُ ، فَضَرَبَهُ ، فَقَطَعَ أَكْثَرَ ذَنَبِهِ ، ثُمَّ طَلَبَهُ فَفَاتَهُ ،
__________________
(١) في « بف » وحاشية « بث » : « خوفاً ».
(٢) في البحار : « حجم ».
(٣) في الوافي : « استعيا ، من العيّ ، أي عجز وضعف عن البئر وحفرها ». وفي المرآة : « لعلّه من قولهم : عيي ، إذا لميهتد لوجهه ، وأعيا الرجل في المشيء وأعيا عليه الأمر ، والمعنى : أنّه تحيّر في الأمر ، ولم يدر معنى ما رأى في منامه ، أو ضعف وعجز عن البئر وحفرها. وفي بعض النسخ بالغين المعجمة والباء الموحّدة ، من قولهم : غبي عليه الشيء : إذا لم يعرفه ، وهو قريب من الأوّل ». وراجع أيضاً : لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ١١١ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٧٢٥ ( عيى ).
(٤) في « ى ، بث » : « جنبيه ».
(٥) في « ظ ، ى ، بح ، بخ ، بس ، جن » والوافي : « أن يثب ». والبثّ : نشر الخبر وإظهاره. قال العلاّمة المجلسي : « أيينشر ويذكر خبر الرؤيا فكتمه ، أو يفرّق السيوف على الناس فأخّره ». راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٧٣ ؛ النهاية ، ج ١ ، ص ٩٥ ( بثث ).
(٦) في « بف » : « فكيف ».
(٧) في « ظ » وحاشية « جد » : + « إلاّ يسيراً ».
(٨) في « بس » : « فلم يحفر بئراً إلاّيسيراً » بدل « شبراً ».
(٩) في « بف » : « الغزاله ».
(١٠) في الوافي : « فسألته فقلت ، من كلام الراوي ، وفلان في الموضعين كناية عن المهديّ صلوات الله عليه ».
(١١) في « ظ ، جد » : « فقال ».
(١٢) الأشراط : جمع الشَرَط ، بالتحريك بمعنى العلامة. الصحاح ، ج ٣ ، ص ١١٣٦ ( شرط ).
(١٣) في الوافي : « في بعض النسخ : فسبقه ؛ يعني عبد المطّلب ».
(١٤) « بداراً » أي سرعة ، يقال : بدر إلى الشيء بُدوراً ، وبادر إليه مبادرة وبداراً ، من باب قعد وقاتل ، أي أسرع. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٨٦ ؛ المصباح المنير ، ص ٣٨ ( بدر ).