وهو أحد وجهي أصحاب ( ـ ش ـ ). والأخر : أنه إذا أطلق أو لم (١) يرد لم يكن يمينا ، وهذا مثل قولنا.
مسألة ـ ١٦ ـ : إذا قال وحق الله ، لا يكون يمينا ، قصد أو لم يقصد ، لأنه لا دلالة على كونه يمينا. وأيضا فإن حقوق الله هي الأمر والنهي والعبادات كلها ، فاذا حلف بذلك كان يمينا بغير الله ، وبه قال ( ـ ح ، وم ـ ).
وقال ( ـ ش ـ ) : يكون يمينا إذا أطلق أو أراد يمينا ، وبه قال ( ـ ف ـ ). وقال أبو جعفر الأسترابادي : حق الله هو القرآن ، لقوله تعالى ( وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ ) (٢) فكأنه قال وقرآن الله ، وقد بينا أن هذا لا يكون يمينا.
مسألة ـ ١٧ ـ : إذا قال بالله ، أو تالله ، أو والله ، ونوى بذلك اليمين كان يمينا ، وان لم ينو لم يكن يمينا. وان قال : ما أردت يمينا قبل قوله ، بدلالة قول النبي عليهالسلام : الاعمال بالنيات. فاذا تجرد عن النية وجب أن لا يكون يمينا.
وقال ( ـ ش ـ ) في قوله بالله ان أطلق وأراد (٣) يمينا فهو يمين ، وان لم يرد يمينا فليس بيمين ، لأنه يحتمل بالله أستعين ، وإذا قال : تالله أو والله ان أراد يمينا فهو يمين ، وان لم يرد يمينا فليست بيمين.
مسألة ـ ١٨ ـ : إذا قال الله بكسر الهاء بلا حرف قسم لا يكون يمينا ، لأنه ما أتى بحرف القسم ، وبه قال ( ـ ش ـ ) وجميع أصحابه ، الا أبا جعفر الأسترآبادي فإنه قال : يكون يمينا ، وهذا قوي ، لأن أهل العربية قد أجازوا ذلك.
مسألة ـ ١٩ ـ : إذا قال أشهد بالله لا يكون يمينا ، لان لفظ الشهادة لا يسمى يمينا في اللغة.
__________________
(١) م : أو لم يكن.
(٢) سورة الحاقة : ٥١.
(٣) م : أو أراد يمينا.