«إنه كان من عجائب الدهر ، إنسان محير ، ومدهش» .. (١).
وقال عن كتابه : «فصوص الحكم» : «لعله لا يظهر في كل عصر أكثر من اثنين ، أو ثلاثة ، ممن يمكنهم أن يفهموه» (٢).
والشهيد مطهري عالم عظيم ، لا يلقي الكلام جزافاً ، وبلا دليل.
فإذا قبلنا كلامه ، فإن علينا أن نقبل بأننا لم نفهم ما يرمي إليه ابن عربي في المواضع التي يظهر منها أنه ليس بشيعي.
ونقول :
أولاً : إن هذا الكلام إنما يصح بعد التسليم بتشيعه ، وحيث لابد في هذه الحالة من يتمحض السعي باتجاه فهم سبب تصريحه بما يخالف مذهبه ..
أما إذا كان أصل ابن عربي وفصله هو التسنن ، وقد جاءت كتبه مرتكزة إلى أصول مذهبه المعروف عنه ، ثم جاء من يريد أن يدعي خلاف ذلك ، فإن طبيعة البحث تفرض التمسك بظواهر كلامه ، ـ فكيف بصريحه ـ إلى أن يأتي الدليل القاطع ، والبرهان الساطع على ضد ذلك ..
وهذا هو المفقود حقاً في أمر النزاع في تشيع ابن عربي.
ثانياً : إن كلام الشهيد مطهري لا يفيد في اثبات تشيع ابن عربي ، حيث إنه لم يشر إلى ذلك ، لا من قريب ولا من بعيد. لأنه قد كان بصدد الثناء عليه في خصوص علم التصوف والعرفان الصوفي ، ولم يكن بصدد بيان مذهبه ، ولا كان يريد بيان عيوبه ..
فالإرتكاز إلى كلامه في هذا الأمر ، ما هو إلا تحكم ، واقتراح بلا مبرر.
__________________
(١) العرفان ص ٧٤ تأليف الشهيد مرتضى المطهري ط بيروت سنة ١٤١٣ هـ.
(٢) العرفان ص ٧٥ تأليف الشهيد مرتضى المطهري ط بيروت سنة ١٤١٣ هـ.