.................................................................................................
______________________________________________________
في جميع أطراف القمر كطوق محيط به فهو أمارة كونه لليلتين ، فيحكم بأنّ السابقة هي الليلة الأُولى ولو لم ير الهلال فيها (١). ومال إليه الفاضل الخراساني في الذخيرة (٢) ، بل يظهر من الشيخ (قدس سره) في التهذيب القول به (٣) ، لكن في خصوص ما إذا كان في السماء علّة من غيم أو ما يجري مجراه بحيث لا يمكن معها الرؤية مع عدم وضوح دليل على هذا التقييد.
وكيفما كان ، فمستند المسألة ما رواه المشايخ الثلاثة بإسنادهم عن محمّد بن مرازم ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) : «قال : إذا تطوّق الهلال فهو لليلتين ، وإذا رأيت ظلّ رأسك فيه فهو لثلاث» (٤) وعن العلّامة في التذكرة على ما حكاه عنه في الجواهر (٥) النقاش في السند ورميه بالضعف.
وهو وجيه في سند الصدوق ، لجهالة طريقه إلى ابن مرازم ، وكأنّه (قدس سره) قصر النظر عليه ولم يفحص عن بقيّة الطرق ، وإلّا فسند الشيخ والكليني كلّ منهما صحيح وخالٍ عن شائبة الإشكال.
فقد رواها الشيخ بإسناده عن سعد الذي هو سعد بن عبد الله على ما صرّح به في التهذيب ، وطريقه إليه صحيح عن يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن مرازم ، عن أبيه وكلّهم ثقات عن أبي عبد الله (عليه السلام).
ورواها الكليني عن أحمد بن إدريس ، الذي هو أبو علي الأشعري شيخه
__________________
(١) الجواهر ١٦ : ٣٧٥.
(٢) انظر ذخيرة المعاد ١ : ٥٣٤.
(٣) التهذيب ٤ : ١٧٨.
(٤) الوسائل ١٠ : ٢٨١ / أبواب أحكام شهر رمضان ب ٩ ح ٢ ، الكافي ٤ : ٧٨ / ١١ ، الفقيه ٢ : ٧٨ / ٣٤٢ ، التهذيب ٤ : ١٧٨ / ٤٩٥ ، الاستبصار ٢ : ٧٥ / ٢٢٩.
(٥) الجواهر ١٦ : ٣٧٥.