.................................................................................................
______________________________________________________
لكافّة الأنام عدا ما استثني من المسافر والمريض ونحوهما غير المنطبق على المقام ، قال سبحانه وتعالى (إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً) (١) ، وقال سبحانه (الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ*) (٢) ، وقال تعالى (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ) إلخ (٣) ، وقال تعالى (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) (٤).
والنصوص المتواترة قد أطبقت على وجوبهما على سبيل الإطلاق وعلى كلّ مكلّف ، كحديث بناء الإسلام على الخمس (٥) ، وأنّ الصلاة بمنزلة الروح ، وأنّ من صلّى خمساً كمن غسل بدنه في كلّ يوم خمساً لا يبقى فيه شيء من القذارات.
والحاصل : أنّ وجوبهما على كلّ أحد في كلّ وقت بحيث لا يسعه التفويت والتضييع بوجه من الوجوه أمرٌ مقطوع به لا تكاد تختلجه شائبة الإشكال.
ومن البيّن أنّ المكث والبقاء في أحد القطبين الخاليين عن ليل ونهار متعارف من أحد موجبات التضييع والتفويت ، إذ لا تتيسّر معه الصلاة والصيام على النهج المقرّر شرعاً بعد عدم الدليل على التبعيّة لسائر البلدان المتعارفة حسبما عرفت.
ومنه تعرف أنّ مقتضى الصناعة حرمة البقاء في تلك المواطن ووجوب الهجرة إلى المناطق المتعارفة مقدّمةً للإتيان بتلك الواجبات وعدم الإخلال بها.
__________________
(١) النساء ٤ : ١٠٣.
(٢) المائدة ٥ : ٥٥ ، الأنفال ٨ : ٣ ، النمل ٢٧ : ٣ ، لقمان ٣١ : ٤.
(٣) البقرة ٢ : ١٨٣.
(٤) البقرة ٢ : ١٨٥.
(٥) الوسائل ١ : ٢٣ / أبواب مقدّمات العبادة ب ١ ح ٢٤.