إليه السّيوف [أو كالسّراج في البريق واللّمعان (١)]
______________________________________________________
(١) وهذا التّفسير نقل عن ابن سيدة ، هذا إجمال الكلام في المقام ، وأمّا تفصيل ذلك مع التّوضيح فيتوقّف على البحث عن جهات :
الأولى : بيان معاني الكلمات المذكورة في الشّعر المذكور.
الثّانية : بيان إعرابها.
الثّالثة : بيان غرابة كلمة مسرّج ، في قوله : «مسرّجا» فنقول : إنّ بيان معاني الكلمات يتوقّف على ذكر صدر الشّعر وهو قوله :
أزمان أبدت واضحا مفلجا |
|
ومقلة وحاجبا مزجّجا |
أغرّ برّاقا وطرفا أبرجا |
|
وفاحما ومرسنا مسرّجا |
الشّرح : (أزمان) اسم امرأة ، (أبدت) أي أظهرت (واضحا) أي شيئا واضحا هو السّنّ ، (مفلجا) أي مباعدا بينه ، (أغرّ) أي أبيض ، (برّاقا) أي لمّاعا ، (وطرفا) أي عينا (أبرجا) بأن يكون بياض العين محدّقا بالسّواد ، و (مقلة) كغرفة بياض العين مع سوادها وقد تستعمل في حدقة العين (مزجّجا) بالزّاء المعجمة والجيمين كمعظّم اسم مفعول من زجّجت المرأة الحاجب أي رقّتها ولطّفتها ، ولذا فسّره الشّارح بقوله : «مدقّقا مطوّلا» أي مطوّلا مع تقوّس (فاحما) أي شديدة السّواد كالفحم و (مرسنا) بالرّاء والسّين المهملتين هو الأنف كما في القاموس وفي غيره ، هو موضع الرّسن من أنف البعير ، ثمّ أطلق على أنف الإنسان على سبيل الاستعارة أو المجاز المرسل (مسرّجا) بالسّين والرّاء المهملتين كمعظّم ، إمّا بمعنى كالسّريجي المنسوب إلى سريج اسم قين أي حدّاد ، أو بمعنى كالسّراج.
الإعراب : «أزمان» مبتدأ ، «أبدت واضحا» فعل وفاعل ومفعول ، خبر ل «أزمان» ، «مفلحا وأغرّ وبرّاقا» نعوت ل «واضحا» ، و «أبرجا» نعت ل «طرفا» ، و «مزجّجا» نعت ل «حاجبا» ، ثمّ كلّ واحد من قوله «طرفا ومقلة وحاجبا» عطف على «واضحا» ، و «فاحما» نعت لموصوف مقدّر أي شعرا فاحما ، و «مسرّجا» نعت ل «مرسنا».
والشّاهد في قوله : «مسرّجا» حيث يكون غريبا ، لأنّ اسم المفعول في الأصل معناه ذات وقع عليها الفعل ، وأمّا كونه بمعنى ذات شبيهة بذات أخرى ـ كما هو المقصود هنا