أي وجدان العلم لذيذا (١) نحو قوله :
بالله يا ظبيات القاع (٢) قلن لنا |
|
ليلاي منكن أم ليلى من البشر |
[أو التّبرّك به (٣)] نحو : الله الهادي ، ومحمّد الشّفيع (٤) ، [أو نحو ذلك] كالتّفاؤل (٥) والتّطيّر (٦) والتّسجيل على السّامع (٧) وغيره ممّا يناسب اعتباره في الأعلام (٨) [وبالموصوليّة] أي تعريف المسند إليه بإيراده اسم موصول (٩) [لعدم علم المخاطب بالأحوال (١٠)
______________________________________________________
فإنّه يقال : إنّ المتبادر من الاستلذاذ عرفا الاستلذاذ الحسّي الّذي يحصل بالقوى الخمس الظّاهريّة ، ولا ريب أنّ الاستلذاذ الحسّي في المقام ليس إلّا على سبيل التوهّم ، وإنّما التّحقيقي هو الاستلذاذ الرّوحي والمعنويّ.
(١) تفسير للاستلذاذ ، وأشار به إلى أنّ السّين والتّاء ليستا للطّلب.
(٢) أرض خالية ومستوية ، والباء في قوله : «بالله» للقسم.
والشّاهد : قوله : «أم ليلى» إذ مقتضى الظّاهر أن يقول : أم هي ، لتقدّم مرجعه ، لكنّه أورد المسند إليه علما لإيهام استلذاذه.
(٣) أي بالعلم عطف على الإيهام.
(٤) حيث يكون ذكر المسند إليه في هذين المثالين للتّبرّك به.
(٥) كقولك : سعيد في دارك.
(٦) أي التّشاؤم كقولك : صفاح في دار عدوّك ، أي الزّاني في دار عدوّك ، والفرق بينهما : إنّ الأوّل يستعمل في الخير ، والثّاني في الشّرّ.
(٧) أي الضّبط على السّامع والاستحكام عليه لئلّا يتأتّى الإنكار كقول القاضي : زيد حكمت عليه.
(٨) كالتّنبيه على غباوة السّامع كما في قولك : زيد فعل كذا ، جوابا لمن قال : هل زيد فعل كذا ، مع أنّ المقام مقام الضّمير ، إلّا أنّ ذكره للتّنبيه على غباوة السّامع ، بأنّه لا يفهم المسند إليه ، لو أوتي به بغير اسم مختصّ به.
(٩) تفسير الشّارح إشارة إلى أنّ «بالموصوليّة» عطف على قوله : «بالإضمار» وأنّ الياء فيه مصدريّة ، وكان الأنسب أن يقدّم عليه ذكر اسم الإشارة لكونه أعرف من الموصول.
(١٠) الأولى أن يقول : بالأمور المختصّة به حتّى يشمل عدم العلم بالاسم أيضا.