لتعجيل المسرّة [والسّفّاح (١) في دار صديقك] لتعجيل المساءة [وإمّا لإيهام (٢) أنّه] أي المسند إليه [لا يزول عن الخاطر] لكونه مطلوبا [أو (٣) أنّه يستلذّ به (٤)] لكونه محبوبا [وإمّا لنحو ذلك] كإظهار تعظيمه (٥) أو تحقيره أو ما أشبه ذلك (٦). [قال عبد القاهر : وقد يقدّم (٧)] المسند إليه [ليفيد] التّقديم [تخصيصه بالخبر الفعليّ (٨)]
______________________________________________________
مسوّغ ، وقدّم على المسند لكون ذكره أهمّ لتعجيل المسرّة.
(١) مثال للتّطيّر ، والسّفّاح لقب عبد الله بن محمّد أوّل خليفة من بني عبّاس ، لقّب بذلك ، لأنّه كان كثير القتل ، يقال : سفحت دمه ، أي سفكته ، أي قتلته ، فالمراد به في المثال إمّا الخليفة المذكور ، أو من كان مثله في هذه الصّفة واللّقب.
(٢) أي يقدّم المسند إليه لكون ذكره أهمّ ، إمّا لأجل أن يوقع المتكلّم في وهم السّامع أنّه لا يزول عن الخاطر ، أي القلب حتّى أنّ الذّهن إذا التفت إلى المخبر عنه لا يجري على اللّسان إلّا ذكر المسند إليه ، لأنّ ما لا يزول عن الخاطر يجري على اللّسان أوّلا ، ومثال ذلك نحو : الله إلهنا ، ومحمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم نبيّنا. ثمّ المصنّف أتى بلفظ الإيهام لأنّ المراد عدم الزّوال أصلا ، ولا شكّ أنّ هذا أمر وهمي لأنّه ليس ممّا لا يزول أصلا ، بل يزول عن الخاطر في بعض الأحيان.
فالحاصل : إنّ المتكلّم يقدّم المسند إليه لأجل أن يوقع في وهم السّامع أنّه لا يزول عن الخاطر بحيث إنّه إذا أراد أن يتكلّم يسبق لسانه إلى هذا المسند إليه.
(٣) أي أو لإيهام أنّ المتكلّم مستلذّ بالمسند إليه ، فلذا ذكره مقدّما ، لأنّ من أحبّ شيئا أكثر ذكره ، ومن استلذّ شيئا قدّم ذكره.
(٤) أي بالمسند إليه لذّة حسّيّة ، فلذا زاد الإيهام.
(٥) أي تعظيم المسند إليه أو تحقيره ، ومثال الأوّل نحو : رجل فاضل عندي ، ومثال الثّاني نحو : رجل جاهل في الدّار.
(٦) كالاحتراز عن أن يحصل في قلب السّامع غير المسند إليه ، أو لكونه ضمير الشّأن ومتضمّنا لمعنى الاستفهام.
(٧) هذا مقابل للاهتمام لا أنّه من جملة نكاته.
(٨) أي تخصيص المسند إليه بنفي الخبر الفعلي على حذف المضاف ، لأنّ المقصور.