[نحو] الأجلل بفكّ الإدغام في قوله : [* الحمد لله العليّ الأجلل (١) *] والقياس الأجلّ بالإدغام فنحو آل وماء وأبى يأبى وعور يعور فصيح لأنّه ثبت عن الواضع (٢) كذلك.
______________________________________________________
إليه بقوله : «أعني على خلاف ما ثبت عن الواضع».
(١) هو من قول أبي النّجم من شعراء الدّولة الأمويّة ، فالأجلل في قول الشّاعر على خلاف القانون ، لأنّ مقتضى القانون الصّرفي المستنبط من استقراء الألفاظ الموضوعة الثّابتة من الواضع هو الإدغام ، فالأجلل بفكّ الإدغام غير فصيح لكونه على خلاف القانون الصّرفي الثّابت من الواضع. لا يقال : إنّ الأجلل لا يكون غير فصيح ، لأنّ عدم الإدغام فيه لضرورة الشّعر ، فمخالفة القياس لا تكون موجبة لعدم فصاحته.
فإنّه يقال : إنّ مقتضى الضّرورة الشّعريّة هو الجواز ، والجواز لا يلازم الفصاحة لأنّها متقوّمة على كثرة الدّوران في ألسنة العرب العرباء ، لا على الجواز ، فالجواز الّذي تقتضيه الضّرورة الشّعريّة لا ينافي انتفاء الفصاحة.
(٢) قوله : «فنحو آل ...» تفريع على قوله «أعني على خلاف ما ثبت عن الواضع».
وحاصل التّفريع أنّ ما ذكر وإن كان على خلاف القياس الصّرفي ، إلّا أنّه ثبت عن الواضع فيكون فصيحا ، لأنّ الملاك في الفصاحة ما ثبت عن الواضع لا ما يكون على القياس الصّرفي كي يكون ما ذكر غير فصيح لكونه مخالفا للقياس الصّرفي لأنّ آل وماء كان أصلهما أهل بدليل أهيل وأهلون ، وموه بدليل مياه فأبدلت الهاء فيهما همزة وليس هذا الإبدال من القياس. وفعل مفتوح العين لا يأتي مضارعه مفتوح العين أيضا إلّا إذا كان عين ماضيه أو لامه حرف حلق كمنع يمنع مثلا ، وأبى ليس كذلك مع أنّ مضارعه جاء مفتوح العين ، وهو مخالف للقياس ، وكذلك عور يعور ، لأنّ مقتضى القياس فيهما عار يعار بقلب الواو فيهما ألفا لتحرّك حرف العلّة وانفتاح ما قبلها ، فإثبات الواو مخالف للقياس ، و «عور» يقال لمن ذهب أحد عينيه.
حاصل الكلام : إنّ ما ذكر وإن كان على خلاف القياس ومع ذلك فصيح ولا نلتزم بكون ما ذكر غير فصيح ، لأنّ المراد بالمخالفة هي مخالفة ما ثبت عن الواضع ، لا مطلق المخالفة.